ووقف على الأطلال يومًا.
د. غادة ناجي طنطاوي. Ghada_tantawi@
عندما قرأت ماقال امروء القيس؛
قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ
بسقطِ اللوىَ بين الدخول فحوملِ
كأني غداة البين يوم تحملوا
لدى سمرات الحي ناقف حنظل.
كنت في الثالثة عشر من عمري، ولم يعجبني في القصيدة آنذآك، سوى ترانيم الشطر مع العجز في أبياتها. وعندما كبرت، علمت أنه كان عاشقًا وقف على أطلال من أحب، يرثي ما اعتراه من شوقٍ عند رحيلهم.
إذًا نحن نشتاق فقط عندما نحب..!! وأنا أشتاق لكل مافيك. رغمًا عن الضجيج حولي.. لازلت أسمع دقات قلبي في أول لقاء، وكيف برغم الظلام أَنَرتَ الكون من حولي، ومن مَبسَم ثغرك، سرت الطمأنينة في جسدي، حال من لبى الصلاة بعد النداء.
أشتاق لعينيك، رائحة عطرك، ملامح وجهك، ونبرة الحب في صوتك، ومهما عانقت عيناي ملايين الصور، يبقى عناقي لطيفك، أجمل ماقيل في عناق النظرات رغمًا عني.. وأبقى أسيرة لحلم اللقاء. وكيف لا أشتاقك وأشتاق لأيامي معك..؟؟ وكل ذكرى جميلة زانت بها أيامي هي لك. يحتار في كلماته خاطري عندما يتحدث عنك، ولا تعرف مشاعري بأي لون سترسم الحروف لتفهمها..!!
كيف أرقى إليك بقلمي. وكيف لمثلي أن تسعفه المعاني وقد أعجزته الأماني..؟؟ فكيف لا أشتاقك وعلى جبينك قد كُتب قدري، ولاح لي وجهك بدرًا، عليه رقصت أيامي وحظي، وبين صفاك ومرواك، لمحت أحلامي طفلةً تجري.. يطوف بي الحنين سبع، وأنت قبلة المستقبل في منامي وصحوي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق