رسالة تحت الماء ....
كتب رسالة ووضعها في قارورة زجاجية وأحكم قفلها بغطاء من فلين ورماها في البحر .
وقد جاء في الرسالة .
بسم الله الرحمان الرحيم ...أنا من كتب هذه الرسالة
إلى شخص مجهول ...
قد يكون أو لا يكون .. ساكن أو مسكون
قريب أو بعيد .. شقي أو سعيد
كتبت لأبوح بالأسرار .. فوقع عليك الإختيار
قد تكونين أنثى .. قد تكون ذكر .. المهم أنني اتكلم مع بشر
لي قلب نظيف .. لا يحب التزييف .. عفيف شريف
لكنه يوما أجرم .. يوما ظلم ..
كان لا يتقن السباحة .. فعلمته الأمواج ذلك
كان يحتار في الإختيار .. فعلمته الأيام أن يختار
وقع في الغرام .. فكثرت عليه علامات الإستفهام
كان يرى الورد من بعيد .. فيظنه يوم العيد
وعندما يرى السواد .. يعلن الحداد
ضحت عليه بعض القلوب .. لأنه لا يعلم الغيوب
كان يكثم غيظه في نفسه ..
حتى تبتل الأرض دموعا من تحته
عاش الآلام .. تحمل ضرب السهام
تيتم في حياته ..
فاستقبل العزاء ... فعاش حياة الغرباء
كان يمشي سويا فيتعثر .. ولا يعينه أحد على النهوض
يحاول أن يتعلم القسوة .. فلا يستطيع
جرب الخيانة .. وخان الأمانة .
فألقي القبض عليه سريعا .. ووضعوه في زنزانة الإعتقال
وحكموا عليه بأشد العقاب . فقضى نصف المدة .
لحسن السيرة والسلوك . وشمله العفو
خرج وعانق الحرية .. وصاح .. تحيا الديموقراطية
إنه طيب في داخله .. وهذا ما جنته عليه طيبوبته
تعذب لأنه لا يعرف النفاق ..
إذا أحب أحب بصدق ..
واذا كره .. نسي لأنه لا يعرف معنى الكره
إسمح لي سيدي .. أو إسمحي لي سيدتي بهذا الإعتراف
ولكم مني عشرون قارورة أخرى .. تحمل كل قارورة رسالة
فابحثوا عن البقية .
( الحساني عبد العزيز)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق