الجمعة، 28 مايو 2021

بقلم ... الشاعر سليمان النادي

 خواطر سليمان ... ( ٦٦٩ )

صلح الحديبية ٧
أعتقد بعد كلام مبعوثهم الثالث وما قاله ، ستفكر قريش كثيرا وتتروى في موقفها ، وتراجع صلفها وغرورها ...
للأسف لم يحدث ، بل تجرؤا على فِعلةٍ لا يفعلها إلا الصغار والذين لم يبلغوا الحلم ..
إذ أنهم وهم في طور هياجهم وعصيانهم ، قدم عليهم مبعوث من رسول الله ليفاوضهم ، وليؤكد لهم أن رسول الله لم يأتي لحرب ، وأنه قدم للطواف والعمرة ...
فما كادوا يلمحونه حتى تفجرت براكين الغيظ والحمق عندهم ، وللأسف هموا أن يقتلوه ، وعقروا بعيره الذي كان يركبه ، ولولا تدخل نفر منهم لمنعِهم عنه لقتلوه ، وعاد إلى رسول الله سالما لم يصبه سوء ...
اللهم لا حول ولا قوة الا بك يارب العالمين ...
قل لي بالله عليك ماذا أنت فاعل لو كنت في هذا الموقف بهذه السخونة والعصبية من جانب قريش ...
أتراك ستحافظ على حلمك مثل رسول الله ؟
أم ستثور لنفسك ولمبعوثك الذي كادوا يقتلوه؟
أم سترجع عن رغبتك وشوقك للطواف ببيت الله ؟
ناهيك عن منعك من رؤية مراتع صباك وتعسف أهل قريش ضدك إلى حد أن يستفزوك لتخرج من أرضك وديارك وأهلك وعشيرتك ؟
والله أخذت أفكر كثيرا ... أي حلم هنا لأستوعبهم وأحلم عليهم وأتروى في التعامل معهم ...
لن ينفع معهم الا رجل فاق خلقه ونور بصيرته العالمين وليبلغ بهما الآفاق حتى يصفه ربه بقوله
" وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ "
القلم ٤
وللحديث بقية غدا إن شاء الله...
سليمان النادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق