تابع فى بيت حوريه ٢
وباليوم التالى ركب محمد سيارته البيجو ٥٠٤ ذات اللون الزيتى كان والده عليه رحمة الله اشتراها عندما كان يعمل بالعراق ثم اتجه لسوق الرياض وأخذ معه زيارة كبيرة من شتى أنواع الفواكه والحلويات بجانب ما اخذته معها السيدة أمال من سمن بلدى وعسل وبط وأوز من خيرات الدار
سار محمد بالسيارة اما قلبه فسبقه طائرا الى هناك حيث ملاكه القابع بعزبة العرب
وعندما وصل مصنع السكر وجد سيارات كثيره مزدحم بها الطريق محملة ببنجر السكر الذى يتم انتاج السكر منه ووجد بعض الفلاحين يقومون بانزال البنجر على الطرقات ويقذفون به فى المصارف والترع فسال لما هذا قالوا الشركة تعطى الفلاحين ثمن بخس ولا تريد ان ترفع لهم سعر طن البنجر فقال محمد يجب ان تعطى الشركة سعر عادل للفلاح واظنها ستفعل لانها تكسب كثيرا ومستلزمات الانتاج للفلاح عالية جدا وبعضهم يخسر
هنا نظرت ام محمد له بحدة وقالت له امشى يا محمد قلتلك الف مرة مالناش دعوة بالسياسة فقال لها حاضر يا أمى وقال مقولته المشهورة الكلام فى السياسة والمراة بالشرق اشبه بالمشى فوق نصل الخنجر
قالت السيدة امال انا مش فاهمه حاجه من ال قلتها لكن مالناش صالح بالسياسة
انطلق محمد بسيارته تاركا المصنع على يساره ثم سأل عن عزبة العرب فقالوا له رابع عزبة على اليمين وعندما وصل حدود العزبة قابل النتن وهدى بجوار عربته الكارو وساله دى عزبة العرب يا أسطى فاستغرب النتن اول مرة احد يحترمه ويقول له يا اسطى فقال هى انتم عاوزين مين قال بيت السيده شوق قال أه الست الغجرية هى وبنتها بيتهم هناك اهوه فقال له محمد روح يا اخى دا انت نتن فانفرجت اسارير النتن فقد رجع لاسمه المعتاد
فى تلك الأثناء ضربت الست امال صدرها بكفها وقالت يا نهار اسود يا محمد غجريه فقال لها محمد اصبرى يا أمى الغجر دول ناس زينا وربما يكونوا عندالله افضل مننا والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال تنكح المرأة لاربع جمالها ومالها وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحوريه ذات دين وده المهم
فصاحت الام نزلنى هنا يا محمد او ارجع
فتدخلت ناديه وقالت يا امى يا حبيبتى احنا خلاص جينا ومعانا زيارة بالشئ الفلانى خلينا نديها للناس ونسيبهم ونمشى فقالت لها امها حسابك معايا بعدين يعنى كنتى عارفه ومخبية على
قالت ناديه يا أمى لو كنت قلت لك كنتى رفضتى تيجى معانا واحنا معندناش غير محمد كنا هنكسر قلبه ونرجع نندم
فسكتت الام وقالت ماشى هنزل الحاجة ونرجع دوغرى فقال محمد حاضر يا امى
قال محمد حاضر يا امى
اقترب محمد من بيت حوريه فرمقها مرتدية عباية بيضاء وحجاب ابيض ومعها المصحف الذى اهداها إياه وتجلس على دكة خشبية تحت شجرة الياسمين
فشهق محمد وقال معقولة العزبه دى فيها ملائكة بهذا الصفاء ؟!
هنا سمعته ناديه وعندما وقع بصرها على حوريه دخلت قلبها بلا استئذان ثم وضعت يدها فوق كتف محمد وقالت له عند حق يا محمد فى كل ال قلته دى ملاك وحتى ام محمد عندما رأتها دخلت قلبها لكنها لم تظهر ذلك حتى لا يؤثر على موقفها الحاد الذى اتخذته انفا
محمد دخل صوب الحديقة البسيطة أمام المنزل وخلفه ناديه ثم قال السلام عليكم
حورية طائرة من الفرحة وعليكم السلام اتفضلوا ياسى الأستاذ محمد
ثم قالت أكيد انتى ناديه فقالت ناديه مبتسمة فرحة وهل يختفى القمر وحضنتها فقالت لها حورية دا انت احلى من القمر ازيك يا ناديه وازى أمنياتك ربنا يخلى هالك فضحكت ناديه وقالت محمد قالك ههههه
ثم دخلت ام محمد متأخرة فألقت السلام وسلمت على حوريه وحوريه قبلتها من رأسها ويدها وضمتها لصدرها فى تلك اللحظة شعرت السيدة أمال بحنان جارف نحو حوريه لكنها جاهدت أن تحتفظ بتقطيبة وجهها فأى إنسان عندما يكون عنده حكم مسبق على أناس مستحيل يغير رأيه بسهولة مهما فعلوا معه هنا شعرت بها حوريه وقالت لها اطمأنى يا ام سى الاستاذ محمد مش هتشوفى منى انت او ولدك الا كل خير اطمأنى يا أمى
هنا انفرجت أساريرها قليلا واطمأن قلبها فالنفس البشرية مجبولة على حب من يحسن اليها ولو بكلمة طيبة
وحوريه من النوع الذى يطمأن بجواره اى إنسان مهما كان قاسى القلب فقد القى الله سبحانه على وجهها محبة الناس
وتلألأ وجهها أكثر وازدان إشراقا بعد ارتداء الحجاب
فالوجوه الصافية المؤمنة يلقى الله سبحانه وتعالى عليها نورا تراه الاعين الرمداء قبل الاعين السليمة
ويجعل لها محبة فى القلوب القاسية قبل القلوب اللينة
فى هذه الأثناء السيدة شوق مشغولة باعداد الطعام فى احد اركان البيت الذى أعدته كمطبخ بأن وضعت به طاولة خشبية طولها مترين وعرضها تسعين سم
ورصت عليها حاجياتها من حلل وخلافه
ثم أتت من السوق بمطبقية بلاستك وضعت بها الصحون بعد ان علقتها على الحائط واصبحت اقرب الشبه بالمطبخ
ثم صنعت خارج الدار من الخلف فرن بلدى بالطين وكانون بلدى بالطوب
والست شوق ماهرة بصنع الطعام ورغم بساطتهم الا انهم كرماء ببيتهم لأبعد حد
سمعت الست شوق أصوات خارج المنزل
فخرجت للحديقة فوجدت محمد واخته وامه جالسون تحت شجرة الياسمين مع حوريه فتهلل وجهها بشرا وسلمت على الست أمال أهلا أهلا بالغاليين وقبلتها وضمتها لصدرها وهكذا فعلت مع ناديه
ثم قالت ازيك ياسى الأستاذ محمد
ونادت على حوريه هيا يا حوريه الأكل جاهز افرشى تحت شجرة التوت
فبادرتها السيدة امال وقالت لها مالوش لزوم احنا متغديين متأخر فضربت الست شوق بكفها على صدرها وقالت يادى الفضيحة تيجوا تزورونا ولا تتعشوش معانا انت كدا بتهينينا ياست أم محمد
احنا صح ناس على قد حالنا لكن نعرف الأصول ومن الاصول إكرام الضيف وأنتم ضيوف عزاز علينا
استحت السيدة أمال من كلامها ونادت على ناديه يا ناديه روحى ساعدى خلتك
قالت ناديه حاضر يا ماما
فقالت شوق خليكى انت ياست الأستاذه مش عاوزه اتعبك قالت ناديه يا خالتى خلى البساط احمدى كلنا ولاد تسعه فتبسمت وقالت لها تعالى
فى تلك الأثناء قام محمد بإنزال الزيارة
من سيارته ووضعها بالحديقة وعندما سمع المؤذن ذهب لصلاة العشاء بمسجد القرية وبعد الصلاة مباشرة قام الشيخ فى الناس خطيبا وقال يا اخوانى أوصيكم ونفسي ببر الوالدين لابد من طاعة الاب والأم فى كل شئ الا شئ واحد الا وهو الشرك بالله فقام رجل وقال ياعم الشيخ افرض انا عاوز اتجوز واحده بحبعا وامى مش موافقه اعمل ايه قال له حاول تقنعها بالحسنى قال اقنعتها وبرده ما وافقتش قال له لازم تطيع امك بكل شئ الا الشرك بالله وكررها مرتين
وقع هذا الكلام ثقيلا على قلب محمد وكأنه يسمعه لأول مره
ثم خرج وتوجه لمنزل حوريه فوجدهم قد وضعوا الطعام على فراش تحت شجرة التوت فقالت الست شوق اتفضلوا يا سى الأستاذ محمد بالهنا والشفا فرغم ان محمد لم تكن له شهية للطعام الا ان مكان الطعام ورائحة الدجاج البلدى المحمر بالسمن البلدى ورائحة طشة الملوخية حرك شهية محمد فأكل بشهية قوية هو وناديه اما السيدة امال كانت تأكل على استحياء لترضى الست شوق
من روايتى الحب فى زمن الثوره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق