كيف أنساك
يا ترى كيف لي التحرّر من قيودك
والتخلّص ممّا كبّلني في حدودك
إذ بعد أن تسرّبت ذاتك إلى أعماقي
وسكن حسّك بين زوايا القلب وأنّاتي
ما أمكن لي الهروب من أحكام ذلك القدر
لاولا ممّا حتّم حكمه وإلزامني به الوتر
فحبّك رغم معارضة رجاحة التفكير
وماهية العقل ذلك المدبّر المشير
تربع في ثنايا الرّوح والوجدان
متملكا بنبرات الدفّاق وأنحاء موارد الحنّان
لذلك أصبحت الهوى وهويّة الأنفاس
والماء والغذاء للذّات من الأساس
فكيف لي النسيان وترك هذا الأمر من المحال
بعد أن أصبحت بؤبؤ البصر...
والإحساس لخاصية التمييز للألوان في الأنظار
كل جمال تجسّم في وجودك كالقمر
وفي تمدّد أشعة نور الشمس على البشر
أنت تمثلين روعة الزهور في الربيع
وعطر الورد والفلّ والياسمين ذلك البديع
وروائح الندّ والعود والبخور
لأنّك الحياة للرّوح والأمل المبرور
بدونك أصبح الوجود قاتم ..كلّه عدم
فكيف لي أن أنساك أو أبتعد عنك وعن بهاك يا أمل ...
فبعدك كالنار في الهشيم
يؤجّج الحريق في موارد الإحساس والتميم
لا يمكن الإستغناء عنك وعن محيّاك
وعن تلمّس أسباب الحياة من وجود حسّك وسناك
حاولت بلا فائدة البعد والنسيان وصدّ القلب والشعور
كي يترك هواك وصبابة ما يجده منك من أمور
لأن وجودك اصبح محتما معلوم
لا يتزحزح ولا تزيله الاسباب والوجوم
محمد الحزامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق