العادات وتاصلها
------------------- د.صالح العطوان الحيالي. العراق. 22.10.2020
في اﺣﺪﻯ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺸﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﻤﺴﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟست سعاد ( بالمناسبة كانت معلماتنا ومعلمينا جميعهم من خارج المنطقة اي ليس من أبناء المنطقة ومن جميع المحافظات العراقية فيهم الكردي والمسيحي وابن الوسط وابن الجنوب كلهم متعايشون كاخوة) ﺗﻌﻄﻲ ﺗﻼﻣﺬﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ وكانت مدرستها في احد المناطق الريفية المطلة على نهر دجلة المميزة بجمال موقعها وطبيعة المناطق المحيطة بها ﻓﺨﻄﺮﺕ ﺑﺒﺎﻟﻬﺎ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﺻﻄﺤﺎﺏ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺇﻟﻰ ﺨﺎﺭﺝ الصف ﻟﺘﻌﻄﻴﻬﻢ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﻓﻲ حديقة المدرسة ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺄﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ وخاصة كان الوقت ربيع وأشجار مخضرة والأزهار متفتحة . ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺼﻐﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ نبتة ﻣﻐﺮﻭﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﻭﻳﻘﺘﻠﻌﻬﺎ.ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟنبتة ﻭاﻗﺘﻠﻌﻬﺎ. ﺛﻢ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﻓﺴﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻛﺮﺭﺕ ﻃﻠﺒﻬﺎ، ﻓﺬﻫﺐ طالب اخر ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﻗﺘﻠﻌﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ . ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺷﺠﺮﺓ ﺿﺨﻤﺔ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ طالب اخر ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻠﻌﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺟﺪﺍً ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ . ﻓﺎﺑﺘﺴﻤﺖ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﺔ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻸﻭﻻﺩ : ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﻛﻌﺎﺩﺍﺗﻨﺎ الجميلة أو ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻋﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﻭﻣﺮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﺰﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻟﻦ ﻧﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﻼﻋﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ، ﺑﻞ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻣﺘﺄﺻﻠﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ .ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻐﺮ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻦ ﻧﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﻼﻉ ﺃﻳﺔ ﺧﺼﻠﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻔﻮﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ . ﻓﻤﻦ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﺳﻴﺌﺔ، ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺒﻜﺮﺍ .وكما قال المثل " الطبع اللي بالبدن لايغيره إلا الكفن "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق