السبت، 31 أكتوبر 2020

بقلم ... الشاعر حمدان حمودة الوصيف

 جَيْـش الحشَرَاتِ... (من ذكرياتي أثناء إعارة في بلد عربيّ)

جَيْشٌ مِن الحشَرَاتِ هَاجَمَنِي عِشًا
وَأنَا الذِي جِئْتُ الـغَـدَاةَ مُـسَـلّـِمَــا
لَـمْ يُـبْـقِ في بَـدَنِي الـمُـعَنَّى بُقْـعَةً
إلَّا وَأشْـبَــعَـهـا أذًى وتَـأَلُّـمَـــــا
لَـمْ يَرْعَ حَقَّ الضَّيْـفِ في إكْرَامِهِ
بِاللّسْعِ ،لا بالثَّـاغِـيَـاتِ تَكَـرَّمَـا
طَيَـرَانُـهُ سِـرْبُ البَـعُوضِ مُطَنِّنًا
ومُقَنْبِلًا في الـجِسْـمِ لَسْعًا مُؤْلِـمَـا
مَا أَنْ خَبـتْ غَـارَاتُـهُ حَتَّى أتَى
سِرْبُ الذُّبَـابِ أَشَدَّ مِنه وأَعْـظَمَا
لـمْ يُـرْضِـهِ أنِّي سَـألْـتُـهُمَا مَعًا
حُسْنَ الجِـوَارِ، فَمَا بِرَأْيِـيَ سَلَّـمَا
بَلْ أَخْبَرَا "الدّبَّـابَ"ضَعْفَ مَوَاقِعِي
فَأتَـى بِلَيْلٍ دَاحِــسٍ وتَـقَدَّمــَــا
فَذُهِلْتُ وارْتَعَدَتْ جَـمِيعُ فَرَائِصِي
وتَغَلَّقَتْ كُـلُّ المَنَـافِـذِ عِـنْـدَمَـــا
ظَهرَتْ "جَنَازِيرُ" العَـقَارِبِ، ليْلَـةً،
في غَـارَةٍ، حُـمَّ القَضـَـاءُ وأُبْـرِمَـا
فَعَـرَفْتُ أَنَّ العُمْـرَ رَهْـنُ إشَـارَةِ
وهَرَعْتُ للـرَّحْـمَانِ بَرًّا مُـسْلِــمَـا
أرْجُـوهُ رَحْـمَتَـهُ الّتي قد أُسْبِغَتْ
مُتَـوَسِّلًا بالـمُصْطَفَى أَنْ أُرْحَـمَـا
ولَزِمْتُ بَيْـتِي، والـحَرَارَةُ شِدّةٌ،
لَكِـنْ تَصِيـرُ مَعَ البَـلِيَّـةِ أرْحَـمَـــا
فَالسِّـجْنُ ، في قَيْـظٍ بِغُرْفـةِ مَنْزِلِي،
خَيْـرٌ، لَدَيَّ، من المَـمَـاتِ مُسَـمَّـمَا.
حمدان حمّودة الوصيّف ... (تونس)
خواطر : ديوان الجدّ والهزل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق