الاثنين، 30 نوفمبر 2020

بقلم الشاعر احمد عبد الحميد عبد الجواد //مجلة بصمة اليراع للمبدعين...

 زيتونة( فلسطين المحتلة )

*********

زيتونة كانت من الزمن القديم

مزروعة في الأرض تحلم أن تقيم

غصنا من الأفراح والعيش الرحيم 

فأجتثها الشيطان من سطح الأديم 

وأصابها السهم المخادع في الصميم 

فتيبست فوق المزارع كالهشيم 

وتهود الأقصي الشريف لأورشليم 

وتسيد القداس شيطان رجيم 

****

جلست تفكر في المساء وتستعيد 

من ساحة الأفكار عصفوراً وحيد

لم يرض بالإذلال يوما أو يحيد 

عن نهج والده المقاتل والشهيد 

قد أرضعته مع المخاض دم عنيد

فتشرب العصفور بالبأس الشديد 

ليصير صقراً ما يشاء يصيد

من ساحة البركان أو قلب الجليد 

********

أمي التي لم تثنها كأس المنية 

باتت تفكر كل يوم في القضية 

ملهوفة للنصر والأرض السبية

لم تحتمل صبراً علي الأيدي الغبية 

فاستشعرت في نفسها الروح الفتية 

ومضت إلي حيث الأعادي في عشية

ملغومة زحفت إلي قلب السرية 

دخلت مبيت الجند وأنفجرت هنية 

***

ماتت علي نهج الكرامة ترتدي

ثوب البسالة في القتال وتفتدي 

وطناً يئن من اعتداء المعتدي 

أمي التي ضربت مثالاً نقتدي 

شمساً تأجج من حشاها لنهتدي 

سرقت مفاتيح البطولة من يدي 

ماذا أقدم في الفداء لتشهدي 

أن الدماء أبية من مولدي 

***

أمي الحبيبة لن يضيع من العرب 

حق سليب أو تراب مغتصب 

سيناء عادت دون نقص أو عطب 

من صيحة دلت علي روح الغضب 

كم درة ماتت وأرقها العجب 

كم زهرة ضاعت ومازال السبب 

إن العدو أراد إشعال اللهب 

وأراد أن يطأ المآزن فانقلب 

***

أرضي التي ظلت علي مر العصور 

زيتونة تعطي السلام ولا تجور 

تبني المعالم والحضارة والجسور 

وتمد أسباب الحياة بلا فتور 

كم جاءها الأعداء في ثوب الغرور 

وتشتتوا مثل الظلام أمام نور 

حسبى إذا زرت السنابل في القبور 

أن الدماء ذكية طرحت زهور 

***

أحمد عبد الحميد عبد الجواد 

شاعر

السويس . مصر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق