الاثنين، 30 نوفمبر 2020

بقلم الشاعر الجزار الانيق //مجلة بصمة اليراع للمبدعين...

 ****  كِبْرِيَاءُ دُمُوعٍ دَافِئَةٍ. ***


لَسْتَ الَّذِي يَوْمًا أَتَى مُسْتَضْعَفًا

لَمَّا ، رَمَاكَ الْعَصْفُ فِي شُطْآنِي


هَلْ أَنْتَ مَنْ ، لَاحَقْتَنِي مُتَسَوِّلًا

تَرْجُو دُخُولَ مَدِينَتِي وَ أَمَانِي


وَ شَرَحْتَ لِي كَمْ أَنْتَ دُونِي ضَائِعٌ

تَحْتَاجُ فِي حُضْنِي وَ دِفْءِ حَنَانِي 


قَدْ قُلْتَ لِي إِنِّي شِرَاعٌ غَارِقٌ

وَ تَرَى الْمَوَانِئَ فِي مَدَى أَحْضَانِي


أَقْسَمْتَ لِي وَ بَكَيْتَ لِي وَ جَثَوْتَ لِي

وَ عَلَقْتَ مِثْلَ الطِّفْلِ فِي فُسْتَانِي


أَرْهَقْتَنِي ، عَذَّبْتَنِي ، وَ هَزَزْتَنِي 

حَتَّى تَدَلَّى عَطْفُهَا أَغْصَانِي


وَ سَكَبْتُ مِنْ قَلْبِي وَ بِئْرِ مَشَاعِرِي 

وَرْدًا قَطَفْتُ إِلَيْكَ مِنْ شِرْيَانِي 


أَفْرَشْتُ صَدْرًا مِنْ حَنَانِ أُمُومَتِي

وَ حَرِيرَ عَاطِفَتِي،  هُمَا الْأَبَوَانِ


وَ فَتَحْتِ فِي أَيْدِيكَ كُلَّ ضَفَائِرِي 

وَ خَزَائِنِي ، وَ شَعَائِبَ الْمُرْجَانِ 


وَ تَسَاقَطَتْ مَطَرًا ، عَلَيْكَ أُنُوثَتِي

أَطْلَقْتُ كَالْعَمْيَاءِ فِيكَ عَنَانِي 


هَل يَا تُرَى أَنْتَ الَّذِي عَاهَدْتَنِي

وَ رَسَمْتَنِي كَالشَّمْسِ في الْجُدْرَانِ

 

وَ مَسَحْتَ مِنْ كَفَّيْكَ أَلْفَ عَشِيقَةٍ 

قَدْ قُلْتَ لِي ، أَنِّي أَنَا الخَطَّانِ 

 

وَ مَشَيْتَ لِي ، فِي الْمَاءِ كَمْ أَبْهَرْتَنِي

وَ عَرَضْتَ لِي , مِنْ رَقْصِكَ الأَسْبَانِي


نَوَّمْتَنِي ، مَغْنَطْتَنِي ، خَدَّرْتَنِي 

وَ لَبِسْتَ  لِي الْجَزَّارَ  وَ الْقَبَّانِي 


سَافَرْتَ بِي ، حَلَّقْتَ بِي ، وَهَرَبْتَ بِي

وَ رَصَفْتَ  لِي ، جِسْرًا بِلَا عُنْوَانِ


وَ بَنَيْتَ لِي ، قَصْرًا أَزَاغَ بَصِيرَتِي 

صَرْحًا بِلَا سَقْفٍ ، بِلَا أَرْكَانِ 


تَوَّجْتَنِي ، نَادَيْتَنِي بِمَلِيكَتِي

أَجْلَسْتَنِي ، عَرْشًا بِلَا سُلْطَانِ 


كَمْ يَاتُرَى ، لَاعَبْتَنِي ، سَايَرْتَنِي

مَوَّهْتَنِي ، فِي زَحْمَةِ الأَلْوَانِ 


قُلْ لِي لِمَا ذَاكَ الضَّعِيفُ مَعِي غَدَا

مُتَجَبِّرًا ، مُتَكَبِّرًا ، وَ أَنَانِي 


مَاذَا جَرَى ، أَنْتَ الَّذِي عَلَّمْتَنِي

أَنَّ الْمَشَاعِرَ بَذْرَةُ الإِنْسَانِ


شُكْرًا إِذَا أَحْرَقْتَنِي ، وَ كَجُثَّةٍ

وَ رَمَيْتَنِي بِغَيَاهِبِ النِّسْيَانِ


وَ شَبِعْتَ مِنْ خَمْرِي ، وَ حُرِّ فَوَاكِهِي 

وَ خُنِقْتَ مِنْ نَفَسِي ، وَ مِنْ بَرْفَانِي


تِلْكَ الَّتِي بَادَلْتَنِي ، إِذْهَبْ لَهَا

وَ اخْرُجْ مِنَ الْفِرْدَوْسِ لِلنِّيرَانِ 


سَتَعُودُ لِي ، يَوْمًا كَمَا لَاقَيْتَنِي

مُتَأَسِفَا ، مُتَسَوِّلًا  لِزَمَانِي 


وَ تَبُوسُ أَقْدَامِي كَمَا قَدْ جِئْتَنِي

مُتَسَاقِطًا و خَرِيفُكَ الإِثْنَانِ


سَتُجَنُّ لِي لَمَّا تَرَى رَجُلًا مَعِي

تَنْهَارُ فِي صَمْتٍ وَ فِي كِتْمَانِ

 

لَمَّا تَرَى شَعْرِي يُطَايِرُ فَرْحَتِي

لَمَّا أُفَرْقِعُ ، ضِحْكَتِي وَ لُبَانِي


سَتَحِنُّ لي وَ تَمْوتُ لِي كَمْ مَرَّةٍ

وَ سَتَرْتَدِي ، زَمَنًا مِنَ الأَكْفَانِ


طَيْفًا أَطِيرُ عَلَى دُخَانِ سِجَارَةٍ

وَجْهِي سَيَمْلَأُ سُدَّةَ الْفِنْجَانِ


بَعْدِي تَعِيشُ مُمَزَّقَا يَا زَوْرَقِي

وَ مُحَطَّمًا فِي مَرْفَإِ الْحِرمَانِ .


الجزار الأنيق .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق