الجمعة، 30 أبريل 2021

بقلم ... الشاعر أحمد عبدالحميد

 بيان لرئيس الجمهورية من فقراء مصر

*******
قال علي لو رجل ...
لقتلتـه عند النـزالْ
لو يصنع الشعر لنا
مالاً ويمنحنا الكمالْ
لجعلت كل مشاعرى
دفقاً لانهارٍ تُسالْ
ونَظَمْتُ كل قصائدي
غَزْلاً علي وتر الجمالْ
لكن وتلك مصيبتي
لا شعر يُطْعِمُ أو مقالْ
هذا بيان عاجل
ضد التعاسة والوبالْ
أصدرته إصدارة الفقراء
أصحاب العيالْ
لكبير أمَّتِنا ليحذَرَ
من تصاريح الخيالْ
وهموك أن حياتنا
تمضى إلي درب الكمالْ
والحق أن حياتهم
ترف وتجميـع لـمـالْ
إن الكبير إذا اصطفيت
علي الفقير بكل حال
مثل الرياح إذا أَتَتْ
تجتث ذرات الرمـال
ترمينا في قلب الشتات
بغير خوف وانفعال
لندور في فلك العناء
من الميلاد إلى الزوال
يا أيها الهرم الكبير
إذا سمحت لنا سؤال
هل تبصر الرمل المبعثر
تحت أقدام التلال
عبثاً يحاول أن يطيـر
ويعتـلي قمــــم الجبـال
إن الموظفَ حائـرٌ
بين الهداية والضلال
كيف السبيل إلي العلا
والأكل من عيش حلال
إن سار في درب التقى
داست مصالحه النعال
أما إذا سلك الدروب
مراوغاً فوق الحبــال
وجد الطريق معبداً
وتحقق الهدف المحال
والمجد أصبح طيعاً
والصعب سهلاً في المنال
هذا المنافق عيشه
سطو علي دم الرجال
والفقر للبؤساء درب
كان أمسي ولا يزال
ذاك يا مولاي ظلم
ذاك سطــــو واحتيال
أن يظلَّ الفقرُ مني
مثل لوني أو خصال
صامداً في كل عصـرٍ
شامخـاً ليس يطال
وأنا للفقر أرضخ
دونما أُفٍ تقـال
أحمل البؤس واصمد
صابرا صبر الجمال
فاعذروني حين اصرخ
لم يعد عندي احتمال
لا أطيق العيش فقراً
لن أعيش بغير مال
لن أظلَّ العمرَ أحيا
تحت رايـــات احتلال
إن للخباز فرنٌ
كالضريح له امتثال
يخرج الناس إليه
في طواف وابتهال
وأنا للخبـز أنشـد
كل دربٍ للوصــــــال
خير ما في الكون نبع
فاض بالماء الزلال
كي تعود الأرض تنبت
بعض خس أو غلال
فاتركوا في الأرض مرعي
تأكلوا لحم الغزال
وارفعوا للعدل أيدٍ
تمنح الفقـــــــــر زوال
إن للإمـلاق غيم
ظله فوق الظـلال
ياصاحب البلد المؤيد
دائماً في كل حال
هاهنا رجل تحــرك
من جنوبك للشمال
هاهنا رجل تكلــم
حين أدركــه الهٌــــزَالْ
**********
أحمد عبد الحميد
شاعر السويس مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق