الاثنين، 28 ديسمبر 2020

بقلم الشاعر إدريس الجوهري..

 سلسلة  : " حديث النفس "🌺❤


السنة الجديدة هي ميلاد 

كل أيامي من أفراح و أتراح 

تحقيق لإنجازاتي و إخفاقاتي ..

كل نصوص و إصدارات السنة 

الماضية منها من طبع و حقق 

أرباحا مبهجة وافرة و الآخر بقي 

و لازال في المسودة لم يخرج 

ليرى النور لعلة في الكاتب

أو القارئ ربما ..

لوحات تشكيلة في الورشة 

ما زالت تنتظر نهاية تفاصيلها 

من ألوان و جزيئات مضيئة 

تبعث الحياة فيها لتخرج 

إلى عالم الجمال و الكمال

ثم ماذا بعد .. لم يبق إلا أيام 

قليلة ثم نطوي صفحة بالية 

من تاريخ صلاحيتنا ..

لقد تلقيت بطاقة دعوة

لحضور حفلة رأس السنة 

مع الجيران و إحياء التقويم 

الميلادي .. الهجري .. الصيني ..

الأمازيغي .. و تقسيم الحلوى

و توزيع الهدايا التي تعذر 

و تغيب " بابا نويل " 

عن إحضارها هذه السنة 

لبني البشر لظروف صحية 

قد ألمت به .. أما زوجتي 

فمتحمسة للاحتفال و زيارة

الأحباب و السهر مع الأصدقاء ..

و الأولاد في حالة طوارئ 

إنهم على أحر من الجمر

لفتح الهدايا و اكتشاف الألعاب 

الجديده لكن ما بين لحظة عين 

و انتباهتها في أقل جزء 

من الثانيه توقفت عقارب الساعه 

لم تعد تشتغل .. البطارية ماتت .. 

كل شيء توقف من حولي 

عن الحركة كأني ضغطت 

على زر " الريموت كونترول "

 للإيقاف المؤقت للعرض 

عند مشاهدة فيلم ما .. 

الفرق فقط هنا أننا في واقع 

تجمد كليا عن الحراك لم يبقى 

سواي .. ما عساي أفعل أمام 

هذه النازلة الجائحة العصيبة ..

السابقة الغريبة الفريدة من نوعها 

التي تذهل العقول خرجت 

إلى الشوارع لطلب المساعدة

ما إن خطوت عتبة الباب حتى 

وجدت نفس المشهد يتكرر ..

من البداية فهأنذا لا زلت 

و لا أزال في بيتي أحضر 

للخروج للاحتفال مع عائلتي 

كأني في دائرة مغلقة وضعية 

متكررة لنفس الجزء لهذه الليلة ..

مواقف أحداث تنعاد باستمرار 

بلا نهاية لتكملة هذه الأمسية 

لقد جربت جميع الأبواب 

كلها تؤدي إلى إعادة 

نفس السيناريو كيف لي

أن أوقف هذا المشهد أو فهم 

و فك هذه الشفرة و اللغز ..

كسر هذه الحلقة و الخروج منها

أو أصحح جزءا أو حركة أو عنصرا

أو موقفا ولو بسيطا قيد أنملة 

لتغيير هذه المعادلة و تصحيح 

المسار من جديد ربما وقع خلل

أو اضطراب كبير في ترتيب 

الأولويات و تجميع و تنظيم 

المعطيات .. أو لعلني أحلم 

في نومتي التي لم أستفق 

منها بعد .. لكني فكرت مليا فلم 

أجد بدا إلا إحكام إغلاق الباب 

و البقاء في البيت العائلي معهم ..

و منعهم من الخروج للاحتفال 

ربما تستمر الحياة هكذا لكن 

دون سابق إنذار أو أن أشعر بها ..

انفصلت عني نسختي الأصلية " أنا "

كالفراشة التي تمزق شرنقتها 

و تركتني في زاوية مظلمة .. 

ثم خرجت معهم و اصطحبتهم 

لكن هذه المرة رجعت الأمور 

إلى مجاريها و طبيعتها 

بشكل جديد و مختلف ..

و استمر الحفل .. أقصد الحياة 

كل شيء .. من حيث توقف معي ..

ثم فهمت أني " أنا " .. الحلقة الضعيفة 

ذلك العهد القديم " هو " المسجون 

في تلك المرحلة الزمنية ..

فالأولاد كل واحد منهم قد شق

طريقه و حياته إلى النجومية 

حيث الوفرة و التميز و التوازن .. 

حققوا مشاريعهم و نجاحاتهم 

ما بين مهندس و طبيب و معلم ..

أما زوجتي فهي تلك المدينة

المضيئة بالشموع المزينة بالورود

ذكرى جميلة تجددت و جددت

حياتي التي ما فتئت تنير عتمة

دربي كانت ولا زالت ذلك ..

الشعاع الأزرق الوحي الإلهامي

النوراني الذي نزل من السماء

فاخترق كل كياني من الرأس

إلى أخمص القدم ..

ثم أضاء ربوع بلادي فصارت

كل أيامي أعيادا و أفراحا تنطق

تهتف بالتهاني و التباريك لكل 

من أهديت له لوحة من لوحات 

" ا .. ل .. ي .. ق .. ظ .. ة "❤


                 @ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "

                                            29/12/20


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق