الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

بقلم الشاعر/ة انعنيعة احمد..

 كلمات ليست كالكلمات


تتمرد الكلمات أحيانا على الكلمات..وتتمرد الكلمات المغبونة على النصوص..تيارات تلو التيارات وتغيب الرؤيا .. ويختفي المتخيل.. ويكون القارئي قد فقد الطريق إذا رأيته يلتجئ الى أطرافه ليتفقد آثار قدميه بدل أن يحك رأسه..فلا يجد في هذه الحياة إلا ألألباب والقشور..

تتنوع مظاهر الحياة بين المطاعم والملاهي بين المدينة العصرية والمدينة القديمة.. القشلة و السانتر فيل..وتصبح الشوارع ضيقة في الاحياء الشعبيةالقديمة..وفي الملاحات..بينما هي واسعة وفسيحة في أماكن أخرى... كما تتصاعد روائح الذبائح هنا وبخور من نوع آخر هناك.. رائحة الشاي هنا وشواء الكفتة هناك..ولا داعي للقلق..وقد تسمع شهقات كثيرة تنفلت من هنا أو من هناك ..بيوت فخاخ الهوى أو بيت لكل العائلة ويصبرون...هم سكان من المغرب..تنبعث حولهم الروائح الكريهة من الوديان الحارة  ولا أحد منهم يضع يده على فمه..إنها رائحة الأطعمة المنزلية النتنة التي تشعر الذباب القريب منها بالدوار..لكن أصحاب الفطنة..الماكرون المكرة.. يتمنون سقوط المطر؛لتغسل شوارع المدينة وتمسح لهم زجاجات السيارات وتعطر لهم أجواء الحانات..لينبت الحب والعشب من جديد ويبنون على أجسادنا آفاقا جديدة تتعدد لها المرجعيات..وتتلاشى لها باقي الأعضاء فينا...وتنتهي الخاطرة بمشهد مريب...

وتعود الكلمات الى جبر الخواطر..وتهرع العامة المسحوقة للانتخابات وقد نسيت ذاكرتهم المثقوبة ما أفسد فيهم الزمن المنبوذ..إذ تتمكن هذه الكلمات الوافية للغرض المنشود بلعبة السياسة الى تغيير النفس والقلب والاحساس..إن الكلمات ليست كالكلمات..هناك كلمات قريبة الى الله وكلمات تقودك الى العصيان وأخرى الى الثوبة وأخرى الى الجهاد أو الثورة أو الحياد والانطواء..أسماء كثيرة لا يمكن النطق بها..أو تتوخى الحذر في استعمالاتها تجعل القارئ حبيس نطقه ورهين خواطره..


انعنيعة أحمد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق