الأربعاء، 2 يونيو 2021

بقلم ... الشاعر عبدالرحمن توفيق عبدالفتاح

 قصيدة صمت الكلام

للشاعر عبدالرحمن توفيق عبدالفتاح
من بحر الكامل التام " متفاعلن "
صَمَتَ الكلامُ بِجَهْشِهِ وَمِنَ اللَّـــهَا***لَمّا رأيْتُ الظُّـلْمَ نَاءَ سَــــــــــلَامُها
سَالَتْ مـآقَ الْعَــيْنِ حينَ فِراقِـــــنَا***أبْكَى مِنَ الْأَعْمَاقِ جَــهْمَ حُــطَامُها
وَالْحُزْنُ غَــيَّمَ بِالسَّــحَابِ قُلـُـــوبَنَا***لَمَّا أتَتْ بَحـرًا لِزَجْـرِ طِـــــــــعَامِها
عَادَ اللَّئِـــيمُ بِفِسْـــــقِهِ يَتَفَاخَـــــــرُ***نَدَبَ الفُسُـوقَ بِخِدْعَــةٍ ليُضَـــامَها
أرْضُ القِدَاسِ بِهَا طُوًى يَبْغـُــونَهَا***بِتَفَاخُـرٍ مَا لِلْفَخَــامِ رِكَامـِـــــــــهَا
عَفْوًا رِيَاضَ الصَّالِحِينَ عَنِ النُّــهَى***كَمْ كَانَتُ الْأَحْدَاقُ تَعْصُرُ دَمْـعـَــهَا
لَمَّا فُجِعْـــــنَا بِالْعَــرَى وَبِخِـــــزْيِهِ***مَنْعَ النَّجَاةِ حُمُـــولَةً وحـِـــمَامُـهَا
وَنِدَاؤنا تَـغـْـوِيثُ مُحْــدِثَةِ الكَـرَى***وبِكَبْوةٍ تَدْمِى الْقُلُــوبَ سـِـــــقَامِهَا
كَـيْفَ السَّـمَاحُ بِمَدْخَــلٍ وَمُرَاقَـبٍ***تَشْـدُوا العِـدَا أمْنَ الْبِلادِ عِصَـامِهَا
فَالزَّيْفُ كُلُّ الزَّيْفِ صَــبَّ خـِــــيَانَةً***بِرِيَاءِ عَـوْنِ المُعْـتَدِينَ ضـِــرَامُهَا
كلٌّ يُنَادِى لِلْفَرِيسَــــــةِ إجْمَــــــعُوا***وَالْعـَـدْلُ عِـْندَ الْعَالَمِـينَ قـَـوَامَــهَا
مَا حَمْــلُ بِيضِ أوْ بِحُمــرِ شَــدْوُهَا***إِلَّا لِصَـبِّ غُلُولِ حِقْـْـدِ سِــــهَامِهَا
يَـا بَـادِيًا رأيًـا بِجَهْــــــلِ عـُقُــــولِنا***مَا لِلْفَسُوقِ بِدَخـلِ أرْضِ مَسَامُهَا
والنـَّـيْلُ مِنْ أرْضِ الْعُرُوبَةِ مَقْصِدًا***فَتَوَحَّدُوا وَدَعُوا الأمُورَ نِظـَـــامُهَا
يَكْفِي خَدِيعَةَ عَوْنَ فِسْقِ المَاكِـــرِ***كَشَـفَ الْغِطـَاءَ بِقَصْــدِهِ إقْحَـــامُهَا
مَا لِلْبُغَـاةِ بِدَخْـلِ أرْضَ وَحِــــيدَتِى***هِىَ أُمَّـــتِى وَلَنَا مُـنَى أحْــــــلَامُهَا
جَاسُـوا عَلَى خـبر المُـنـَى بِمَكِــيدَةٍ***فِى أرْضِنَا وَعَلَى الحِمَى إفـْهَامُهَا
قَتَلُـوا فـُـنُونَ عِمَـــارَتى وَحـِــمَايَتِى***وَلِتَرْكِهَا حِـقْدًا سـُـدَى لِسـجَامِهَا
فَتَوَحـَّــدُوا مُتَمَسِّــــكِينَ بِرَبِّكـُـــــمْ***وَبِحَــقِّ مَنْطُــوقِ اللِّسَــــانِ كَلَامِهَا
كَىْ تَدْخُلَ الْمِرْسَــــاةَ أَمْنَ الْأَنْجَــرِ***أَىُّ الْمَرَاسِى قَـدْ عَـــــلَا أحْجـَـامُهَا
وَقِفـُـوا مُهَنـَّـدَةَ الْقُـوَى فِى شَـمْخَةٍ***عَلْــيَاءُ فِى كَتِفِ السِّــهَامِ عِمَـامُهَا
هَيَّا اضْرِبُوا بِبَنانِهَا مَنْ يَزْجَـــرُوا***وَلِتَفْسَـــحُوا بَيْنَ الشُّـقُوقِ رِكَـامُـهَا
يَا أُمَّـــتِى لَا تَحْــزَنِى وَتَوَحَّــــــدِى***إِنَّ الْمَــكَارِمَ قَـدْ يَضِــيعُ كِرَامـُــــهَا
فِى عَالَمِ الْأَوْغَادِ حَسْــبُ أُصُـولِهَا***وَيَتِيهُ فِى زَمَنِ الْبُغـَــــاةِ قَــــوَامِهَا
يَا مَـنْ تَغَــنـَّى بِالْـوِدَادِ مَحَــــــــبَّةً***إِنَّ الْـوِدَادَ لِمَـنْ أَرَادَ غَـــــــــــرَامُهَا
أَيْنَ الرِّجَــالُ بِوِحْــدَةٍ لَيْـسَـتْ بِهَا***غَيْر الفِرَاقِ قَطِيعَـةً وفِصَـــــــــامُهَا
يَا مَنْ تَبِصَّـرَ فِى الظـَّـلَامِ بِجَهْلِـــهِ***وَرَمَى بِخَوْضِ الْفِسْقِ بَيْنَ عِصَامِهَا
وَدَعَـا ضِـعَافَ الْقَلْـَبِ زَيْفَ جَهالَةٍ***زَلْــقُ اللِّسَــانِ مَذَاقُ حُـــرِّ أوَامُــهَا
يَا شَــعْبُ أضْـنَاهُ الفِـرَاقَ تَوَحَّـــدُوا***فَرِبَاطُ حَــبْلِ اللهِ حَــقَّ غَرَامُـــــــهَا
يَا مَنْ بِنَفْسِ الْعَــيْبِ خَــاضَ نِدَاءَهَا***وَتَعِيبُ دَهْـرَ الحِينَ عَيْبَ ضِـعافِهَا
يا دَاعِـيًا شـَــدْوًا بِوِحْــدَةِ أرْضِــــهَا***فارْغـَبْ بِنَفْسِكَ أنْ تَجِيدَ حُسَـامَهَا
بَيْنَ الْبِــــــــلَادِ مُنَاجِــــــيًا لِتـُــرَابِهَا***فَرِجَالُ أَرْضِ الْقَادِسِينَ هِـــمَامَهَا
وَمِنَ الرُّفَاتِ فَكَمْ حَوَتْ مِنْ أهـْــــلِهَا***خـَــيْرُالرجـالِ مُهَّـنّدِينَ سـِــهَامُهَا
وَلِتَرْحَمُــوا مِسْـكِينَ أرضٍ هُــــدِّمَتْ***وبِيُوتِهِ قد غُـلِّقَـْـت إحْـــــــــكَامُهَا
وحَبِيسُـها خَلْــفَ السِّــوارِ مُــــرَابِطٌ***يَشْكُو الحِصَارَ مُنَاظِرًا صِمْصَـامُهَا
يَدْعُو النِّضَــالَ وسَــــيْفَةُ مسْـتَشْـرِقا***بينَ البـوارِقِ داعـِيًا إسْــــــلامُـهَا
ومُلاحِــقَا أغْـــوالَ جُــنْدِ المُعْـتـَــدِى***بِجَسُـورِ مِقْدَامِ الشَّـرَى وغُــلامِهَا
بِسِجونِ وادِى التّمْرَوانِ قد اخْتَفُــــوا***وسـَـجِينُ بِالْأسْوارِ زالَ حُطـَامُهَا
وَلِيَعْـــــلَمَ الأنـْدالُ كَــيْفَ مَصِـــــيرُهَا***ولِمَنْ يُعادِى فى الظَّلامِ حِــمَامُهَا
كأسِـيرِ دَرْبِى فى الْخَــفَاءِ مُسـَـــــــنَّدٌ***وحَبِيسُ أسْـرَالأرْضِ بينَ رُكَامِهَا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق