مُذنِب
بقلم الشاعرة /حنان العجمى
لاتَقُل نزوة وعِشتُ أحتَضِر
لا تَقُل أخطَأت أتَيتُكِ وتَوَضَّأت
تَرَكتَ قلبي يَعتَصِر
لا أُريد دموعك لن أَغفِر
لم أَعُد دُميَتَك الصغيرة لقد كَبِرت
الألم بين أَضلُعِي احتَضَنت
لا ماضٍ من ذكرياتي أَزَلت
روحي بغير ذنبٍ قَتَلت
لن أصفَحَ وإنْ اقتَدَرت
كُنتُ ملاكَكَ البرئ
والآن شيطانةّ كما صَوَّرت
لم يَعُد يَعنِيني نزف عيون التماسيح
وإِنْ دَماً من شريانِك فَقَدت
وإنْ مَلَكُ الموتِ لِرأسِكَ حَضَر
فات الزمن وأحداثّ بِداخلي تَستَعِر
ها أنا ذا الغير واثقة الخانقة أمامك
نعم صَدَقت وانتقامي حَقَّقت
ولكن أَتَظُنُّ هكذا رَضَيت
حَطَّمتَ كل بناء بَنَيت
كم تَحَمَّلتُ حماقاتك
كم حاربتُ شرورك وآفاتك
أهديتُكَ عقلي طَوْعاً لِيَرضَى غرورك
كم به لَعِبت
على مَرأى ومَسمَعٍ مِنِّي وتَغاضَيْت
تَوَجتُكَ على عَرشٍ بجناحين طائر
ملكٌ ومالِكٌ لِحياتي بدونِ وجهِ حق
لماذا فَعلت؟لا أدري لماذا فَعلت؟
مُذنِبةٌ أنا يا نفسي لَكِ الإعتذار
أنا مَنْ أَخطَأت
سَأجلِدُنِي كل يوم ألف جَلدة
وأتَنَفَّسُ دُخانَ احتراقِه لِرؤيَتي
سأظَلُّ بِعينِهِ تِلْكَ الباسمةُ الهادئة
سيبقى أَبدَ الدّهرِ ظمآن لِخضوعِي
لم ينالهُ سابقاً ولن يكون مستقبلا
ولَوْ صارت السماء كَدِهانٍ وردة
ولَوْ دُكَّت الأرض بما عليها دَكَّا
كان فرعوناً والآن شربَ الضعف تمثيلا!
هَرِبَت الأفاعي منه خوفا
تَحَدَّيتُه وتَوَعَّدتُه ولم أهدأ حتى قهرتُه
حماني ربِّي ولَعِبه كَشَفتُه
يرتدي حُمقَهُ مُتباهياً ومن دَربِي أَزَلتُه
اختبأ بأراضيه السبع وبِزلزالي زَلزَلتُه
يا باغِياً ظَنَنتَ أنك مُقتدِر
قَدرُك نهايتك أنت مَنْ قَدَّرته
بقلم الشاعرة /حنان العجمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق