الصديق الأوّل
الغبي ذالك الـذي يكون ضحية ما يفعلُ
ومثله المتهور والساذج والغر والمغفّـلُ
ولا يختلف عنه الشقي التافه والمتعجّـلُ
ولا كذالك المقامر والنصاب والمتحيـّلُ
والمتهافت والمتعنت والمتذيل والمتذلّلُ
وغالبية من لعبت بهم الجهالة والتغـوّلُ
******
والذكي من سما به فعله وفاز بما يقـرّرُ
وعلى نهجه يسير الواثـق النبيه والحذرُ
فقبل العمل يتروى فيقيّم ويميّز ثم يخـيّرُ
ولذا لا يتورط ولا يقدم على ما لا يقتدرُ
فمن شيم صاحب الفطنة التعقل والتدبـّرُ
ولا خوف على من يتمعن بروية ويفكّرُ
******
فلا يمضي إلى غايته دونما تأمل عميقِ
ولا يسير كالجاهل المغتر في أي طريقِ
فتجده ينعم بالوجود بعيدا عن كل ضيقِ
يتصرف بلباقة ويتعامل بالسلوك الأنيقِ
فلا يحيد عن الجد ولا عن الأمر الوثيقِ
وهذا مسار من يجعل العقل خير صديقِ
******
لست مخطئا في هذا الرأي وكل الأقوالِ
إذ بلا رأي صائب لا تستقيم جل الأفعالِ
فكلما اهتز التفكير اختلت أغلب الأعمالِ
ومن باب التأكيد فالتعقـل من قيم الرجالِ
وعاهة السفاهة والحماقـة تليـق بالأنذالِ
والعقلاء هم علية القوم ومنارة الاعتدالِ
الهادي المثلوثي / تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق