أدَبُ السّجون
لَبِسْتُ القَيْدَ في وَطني صغيرا
وكان السِّجْنُ في صِغَري سَعيرا
دخَلْتُهُ مُكْرَهاً طِفلاً بَريئاً
رَمَوْني في زَنازِنِهِمْ زمانا
وكانَ تَقبُّلي أمْرا عَسيرا
شَعْرْتُ بأنّني في قَعْرٍ بِئْرٍ
أُقاوِمُ بالجُنونِ أسىً خَطيرا
رأيْتُ بِأمِّ عَيْني ما كفاني
ولمْ أرَ ضابِطاً مَلكَ الضّميرا
دَرَسْتُ الصّعْقَ في أدَبِ السُّجونِ
وكانَ الدّرْسُ أقْربَ للجُنونِ
أُقادُ مُكَبّلا كالوحْشِ عُنْفاً
وسَوطُ العارِ يَبحَثُ عَنْ ظُنوني
أمُدُّ تَجَلُّدي بالصّبْرِ حَزْماً
وأغْمِضُ عندَ تَعْريَتي جُفوني
أكُفُّ عَنِ الصُّراخِ غداةَ سَحْلي
وألْجأُ في العَذابِ إلى السُّكونِ
قَضَيْتُ عُقوبَةً دامَتْ طويلاً
فَوَسَّعَتِ المدارِكَ في عُيوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق