الأربعاء، 20 مايو 2020

بقلم ... الشاعر / فرح عمار فرح / ... من روائعه /// مونوكروم ///



مونوكروم
الرؤية بلون المونوكروم.. والطّقس ركيك..
غيمة من الوحشة تخنق أنفاسي..
مات في داخلي الزّمان..
حتّى ظلّي تخلّى و توارى...
رافقني عقود يتبعني.. بجانبي.. أمامي..
مشى معي حافيا ..
تبعني للمدرسة وانتظرني..
دوما بنفس المكان..
جرينا سويّا وراء خرقة ملفوفة
أهدتنا إياها جدتي كرة من بقايا نسيجها..
كان يقفز معي من غصن الشّجرة..
قطفنا التّين و الرمّان..
ذات مرة حمل الرشّاش ورابط معي..
يُذخّر.. يُلقِمْ السّلاح .. يَصْلي زخّات.. يركض..
يقفز على ظهر الجدران..
ما حسبته يتركني اليوم....
همس لي السّنديان.. إحمل ظلك وارحل..
عندها إنتبهت ..
أنا من ترك رفيق الميدان..
المشيب يجعلك تتّبع ظلّ الأشجار والجدران
كمن يمشي في النّوم.. حتّى يعافك ظلّك..
و بقية المشوار أمسى صراط ..
ما بين فيء الشّجر و ظل الحيطان....
فرح عمار فرح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق