( الغروب الأخير )
تَساءَلَت في سِرٌِها ... هَل تُشرِقُ شَمسُنا مُجَدٌَدا ؟
أم أنٌَها أخلَدَت في نَومِها أبَدا ؟
وهَل يَعُمٌُنا الظَلامُ حالِكاً مُسَرمَدا ؟
تَسَمٌَرَ لَحظها تَرقُبُ ذاكَ المَغيب ... وأسرَفَت تَنَهٌُدا
قَرَأتُ أفكارَها ... وهالَني التَشاؤمَ ... مَزاجَها الأسوَد
قُلتُ الصَباحُ قادِمُُ ... لا تَيأسي من الظَلامِ
لا تَحسَبيهِ خالِدا
وإستَحضِري من روحِكِ ذاكَ الثَبات ... وأستَنهِضي التَمَرٌُدَ
تَساءَلَت غادَتي ... هَل تُشرِقُ في غَدٍ شَمسُنا ... وَتَحسَبُ ذلِكَ مؤكٌَدا ؟
أجَبتها ... بَل أوشَكَت لِتَوٌِها تُشرِقُ
إستَغرَبَت جَليسَتي ما أنطُقُ
أجَبتها ... وعدُ الإله ... والرَسولُ الصادِقُ
فَأُدهِشَت تَسألُ ... من أُفقِنا الغَربيٌِ ذاك ؟
أجَبتها ... بَل قَبلَهُ ... فَلَم يَزَل شَرقَنا في زَهوِهِ ألِقُ
ولَم تَزَل للحَقٌِ راياتُهُ ... في أُفقِنا تَخفُقُ
فإستَبشَرَت جَليسَتي وغادَرَ روحَها القَلَقُ
وأنشَدَت ... يا لَلبَشير ... حُجُباً من غَيبِنا يَخرُقُ
تَساءَلَت ... ( مَهديٌُنا ) لِعَدلِنا يُحَقٌِقُ ؟
وتَنتَهي دولَةُ العُدوان ... وبَغيها يُمَزٌَقُ ؟
ويَهبطُ ( مَسيحَنا ) من السَماء ... ولَيسَ مَن يُنافِقُ ؟
أجَبتها ... والكُلٌُ يَتبَعُ نَهجَهُ ... يا لَها في زَهوِها الحَقائِقُ
وَعدُ الإله ... ثابِتُُ في الكِتاب ... والرَسولُ الصادِقُ
يؤكٌِدُ وعدَهُ ( التَوراة ) ... ( إنجيلُنا ) يُصادِقُ
تَهَلٌَلَ وَجهها ... وأسرَفَت تُنشِدُ ... في زَهوِها تُصَفٌِقُ
سَألتَها ... زالَ السَواد ... وأشرَقَ أفقُكِ الضَيٌِقُ ؟
فَرَمَت بِنَفسِها فَوقَ صَدري يا لَهُ التَعانُقُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق