السبت، 30 أبريل 2022

بقلم ... الأديب نصر رمو

 // قريتي بأسمين// داري موطني مربع طفولتي

أعشقها واشم رائحة ترابها
قريتي تطل على تلة تتحلق البيوت على جوانبه
ونهر يرسم خطا متعرجا
خريره نسمعه ليلا وكأنه نغم
تعود عليه اهلنا كل يوم
وعند الفجر تساق الأغنام
الى الحقول الجافة
والعجاج والغبار تعلو سماء القرية
يكاد يسمعون صياح الديكة ونقيق الضفاضع
وخوار الأبقار
وكانها تشعر بقدوم شروق الشمس
تتهيأ للخروج وتنتظر راعيها
وترى النسوة يجمعن روث الحيوانات
لحاجاتهم في التدفئة والطبخ وقودا رخيصا
وعند الشروق يخرج اهل القرية كلهم
الى الحقول بعضهم والى المدرسة اخرون
او الى أعمالهم الأخرى
كم كان جميلا منظر القرية ومعاملة اهلها
وتمضي الايام ويتخرج عشرات الاطباء
والجامعيين والمهندسين من عرين القرية
وتتبدل المدارس للتوسع اكثر فأكثر
ولم يدم طويلا فإذا بالحرب قاب قوسين او ادنى
تحولت القرية الى انقاض وهاجرها
الجميع من شدة هول الحرب
بدأت أبواب الهجرة الجماعية مفتوحةالى جهات مختلفة
مات البعض وغرق البعض وقتل البعض
وإزدادت وتيرة النهب والسلب
وبعد سنين من الحرب عاد بعضهم
الى القرية المهجورة
ولازال الحبل على الجرار
فقر وملاحقات وتشتت الناس الى
كل اصقاع العالم
إ نصر رمو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق