٩ «{ قطـــــايف }» ٩
«{ حدَث .. في العيد }»
تنويه :
من " حكايات .. الصالحين "
بتصرف ..
عن أثرٍ للبهلول رحمه الله في
البصرة .. مع صبيٍ قيل: أنه
من أبناء سيدنا الحسين رضي
الله عنه وأرضاه .
( ١ )
كانّما .. الياسمين
والفلّ والنسرين .. وجميع الورود ْ
كأنّها هربت جميعاً ..
مِن المزاهر والباقات
ومن .. زنزانات الطين
ومن ..
قبضة أشواك البساتين
إلى .. شوارع الوجود ْ
متوضًئة
مُنشرحة الأفئدة .. ممشوقة القدود ْ
ناضرة الخدود ْ
زاهية الثياب ..
البِيض .. والحمر .. والصفر .. والسُّود ْ
ألرجال والنساء ..والأولاد .. والجدود ْ
كلٌّ ..
يُكبّر .. ويُكبر .. ويكبّر ْ
ثمّ .. وراء الإمام يُكبّر .. ويُكبّر ْ
ثم يُسلّم الإمام .. فيعظُ ويُذكّر ْ
ثمّ يتصافحون .. مهنئين
ثمّ .. كلٌ في اتجاه
يباركهم الإله
إنّه .. الصبحُ السعيد ْ
صبح .. نهار العيد ْ
فيهِ .. الفرحةُ تامّة .. علنية ْ
والسعادةُ عامّة .. وإجبارية ْ
فالذي " أضحك وأبكى "
ويمتلكنا .. حقّا وصدقا
هو الذي أمطر ..
السعادة والفرح علينا .. وحوالينا
أغدقها .. غدقا
وغشّى بها .. حواشينا
بما فينا المارق ..
والنّازق .. والفاسق العربيد ْ
وزهورُ ..دنيانا
بهجةُ مَحيانا ..أحبابُ ربّ العالمين ْ
زمراً .. زمراً يتمازحون .. فرحين ْ
ويتقاذفون الكريات
ويتبادلون الصيحات .. والحلويات
ويتكاثرون .. كلٌ .. بما معهُ من نقود ْ
( ٢ )
لكنّ صبيًّا ..
يجلس وحدَهُ .. في ركنٍ بعيد ْ
قلتُ له : أنتَ يافتَى ..
لِمَ .. لاتلعب مع إخوانك ْ ؟!
قال : إنّني أجلس ..
على الرصيفِ .. بعيدا عن دكّانك ْ
قلتُ : لا .. يابنيّ لستُ أقصدُ ذلك ْ
إنّما الأعياد .. أفراح ْ
أكلٌ وشربٌ .. ولعبٌ .. ولهوٌ مُباح ْ
فآن كنتَ تريد
كرَاتٍ .. وحلوى .. ؤأرواح
لتفرح ..
وتلعب .. مع أقرانك
أعطيتك ماتريد .. وأزيد ْ
قال : ياعمّاه شكراً .. لا أريد ْ
أعرفُ .. أنهُ لاجُناح ْ
في شيئٍ .. مِن اللهو المباح ْ
لكنّما ..
اللعب الماجن .. الأحمق ْ
واللهو الغارق .. المستغرق ْ
عزوفٌ ياسيدي ..
عن سبيل الله .. وصُدود ْ
يجعل الإنسان .. في غَمْرة ْ
بعيداً .. بعيداً عن ربّه
يُنسيه - ياشيخنا - ذِكره ْ
ثمّ إنّنا ..
ماخُلقنا للّعب .. واللهوِ الولود ْ
والأكل والشرب .. وطُول القعود ْ
والخلود .. إلى الرقود ْ
قلت : فلماذا خُلقنا يابنيّ ؟
قال :لعبادة الله
ربّنا .. وربِّ ذلك الوجود ْ
وللعلمِ .. والعمل المفيد ْ
_ ماشاء الله ..
من أين عرفت ذلك يابنيّ ؟!
قال : من قول خالقنا جلّ وعَلا :
" وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
وقوله تبارك وتعالى :"وماخلقنا السموات والأرض ومابينهما لاعبين "
وقوله عزّ وجلّ:" أفَحسبتم أنما خلقناكم
عبثا وأنّكم إلينا لاترجعون "
وقوله عزّ مِن قائل:"قل هل يستوي الذين
يعلمون والذين لايعلمون "
وقوله جلّ جلاله : " فمن يعمل مثقال
ذرة خيراً يره "
_ صدق الله ربنا العظيم
يااااه
يالك .. من عارفٍ فهيم !
( ٣ )
_ ولكنّك ..
يابنيّ .. مازلتَ صغيراً
علَى ذلك الكلام .. الكبير ْ
قال : ياشيخَنا الوقور ْ
_ الناسُ ..
ياسيّدي حطبُ جهنْم .. وقودُ السعير ْ
يقول ربنا ..
وهو أهلُ التقوَى وأهل المغفرة ْ
في تذكرة .. عن الآخرة ْ
" فاتقوا النار التي وقودها الناس
والحجارة أُعدّت للكافرين "
وأنا ..
رأيتُ أمّي .. وهيَ توقدُ التنُّور ْ
تُشعلُ النارَ .. في الحطبٍ الصغير ْ
فقلتُ لها : ياأمّاه
_ لٍمَ ..
لاتُشعلين النارَ .. في الحطب الكبير ْ؟!
قالت : ياولدي
_ لأنّ الكبار .. لاتشتعل إلا بالصغار ْ
_ الكبار تشتعل .. ولكن ْ بالصغار ْ
وأنا أخافُ أن أكونَ ..
مٍن صٍغارٍ حطبٍ جهنْم .. يا.. ياكبير ْ
يقول .. البهلول :
وانصرف الصبيّ .. من بين يديّ
وسقطتُ .. مغشيًّا علَيّ
وأفقتُ ..
فوجدتُ الصبيان حولي .. يتحلّقون ْ
فسألتهم عن الصبيّ .. من يكون ْ؟!
فقالوا : أوَ ماتعرفه ؟
_ إنّهُ .. من أبناء الحسين بن عليّ
رحمةُ الله ..
وبركاتهُ عليكم .. أهل بيت النبيّ
صلى الله .. عليه وسلّم ْ
عدد وزنة وسعة ماحصر.. ويعلم ْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق