الثلاثاء، 7 سبتمبر 2021

بقلم ... الشاعر محمد محمود غدية

 قصة قصيرة :

(كل مر يمر)
صدمته تجربة الحب الأولى فى حياته، أو كما يسمونها التجربة البكر المتعثرة، التى اعطاها الكثير من قلبه وعقله، واورثته الهموم وهزت كل كيانه، كتب فيها ديوان شعر حروفه تقتر وجع، استقبله القراء بحفاوة بالغة، انه الحب الذى فجر فيه كل هذه القصائد، وهو نفس الحب الذى كاد يكسره، لولا ثقته فى الحياة أن مازال بها أشياء حلوة ينبغى العيش من اجلها، خاف الوقوع فى تجربة حب جديدة لا يعرف نتائجها،
- فى إحدى الشواطئ الساحلية التقى وإحدى العرافات، بعد وشوشة الودع وكلمات مبهمة قالت : حياتك مقسومة اثنين، نصفها الأول وقد مضى تجرعت فيه المر وكل مر يمر، النصف الثانى ستتعود على المرارة،
بين ضحكات العرافة التى فجرت بقصد غضبه قائلة : ماسبق كان دعابة حين لمحت العبوس بوجهك المفتقد
للضحك، طالعك يقول : أنك إنسان طيب إجتزت كل مراحل الألم الذى داهمك بصبر وإيمان كبيرين، تنتظرك فى الأيام القادمة الكثير من المفاجآت السارة، لك السلامة بحجم مايحمله قلبك من طيبة،
وقف طويلا أمام المرآة يتأمل رأسه التى اختفى منها سواد الشعر، والتى صبغت بندف الثلج ولوز القطن،
المدهش فى الأمر أن الشيب لم يزحف بقلبه وروحه،
- صوت فى مواجهته يصرخ فى المرآة : ماذا أعددت لنفسك ولغدك ؟ - القادم افضل إقبض عليه بقوة، وافتح قلبك الذى أوصدته وعيش الحب من جديد، المشكلة ليست فى الحب، وإنما فى إختياراتنا الغير مدققة فى من نحبهم، واعلم أن جرجرة الأمس وآلامه، مفسدة ليومك وأغنم الحاضر، وتذكر أنك تعيش الحياة .
محمد محمود غدية /مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق