أرى نفسي على يأسٍ وجرحٍ
إذا نظرتْ إلى وهنِ الأسودِ
وأرضُ العرْبِ في سلبٍ ونهبٍ
برغم الدارِ مكثارُ الجنودِ
وكمْ كانَ الزمانُ بنا فخوراُ
بما كنّا نشيدُ بلا حدودِ
دروسُ الحربِ قدْ عرفتْ لدينا
وباعَ العزمِ منْ طبعِ الفهودِ
ولقنا اللئامَ عظيمَ درسٍ
ومجدُ العربِ في عصرِ الشهيدِ
لنا في كلِّ ميدانِ دليلٌ
صلاحُ الدينِ مغوارُ الصدودِ
فقدْ رفضَ الخنوعَ وكلَّ كسرٍ
وشقّ الصخرَ منْ أجلِ الصمودِ
يغارُ على البلادِ بغيرِ حدّّ
له عزمٌ أشدُّ منَ الحديدِ
وعاشَ العمرِ طولاً في جهادِ
ويكسر أنف مغرورٍ عنيدِ
كأن الطبعَ مخلوقٌ لعزّ
كأن الشخصَ منْ نوعِ فريدِ
حكيمُ الفكرِ منْ نورِ ودينِ
وكلٌُ الجهدِ منْ ماءِ الوريدِ
كموجِ البحرِ يغمرُ كل وغدٍ
ويسحبهُ إلى عمقٍ بعيدِ
كأن العقلَ مصباحُ وضوء
كأهلِ العلمِ في عهدِ الرشيدِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق