.........خريف الأحزان ......
من شرفة البيت المتداعي
المطل على الشارع الطويل
على أشجار الصفصاف اليابسة
على تناثر وتطاير الأوراق المصفرة
فى كل ركن من أركان الشارع الطويل
شارع خالي لا حركة فيه
غير حثيث الورق المتساقط
من على أغصان الصفصاف الحزين
وكئابة الجذع فى لون السواد
حل خريف الأحزان مبكرا
يحمل معه الألم ووالوحشة
عزلة كئابة حيرة وتأمل
فى الشارع الطويل مرايا
ماضي أليم حل ضيفا عندي اليوم
يردد أهات وتنهيداة عميقة
مفزعة موحشة أيام الخريف
كأنها مقبرة لا حياة ولا روح فيها
غير سكون الموتى فى المقابر
وتمتماة زائري القبور والموتى
يرددون دعاء المغفرة والرحمة
أنا وحيد على شرفة عزلتي
قلب عاص يبكي الندم وغريبة الروح
لا يدعو لي بالغفران والرحمة
منشغل بمتهاة الدنيا الزائلة
بماضي كابوس متسلط على أفكاري
يطارد كل فرحة آتية
أو بسمة منسية عابرة
متكدر مثقل بهموم الحياة
لا رحمة ولا شفقة يواسي ألمي
جسلت على عتبة الطريق
قلب حائر عقل شارد بصدري ضيق
إختناق لعجز فى نفسي مسترسل
يثير زوبعة من ألم من شجن
من كل موضع أتية ألامي
نظرت تأملت لم أجد ذاتي
فى زمن أحزان خريف الكئيب
تتراقص ذكراها كأللسنة لهب
تشتعل فى موقد تاركة ورائها رماد
رماد اشجان وأحزان بلا دموع
غصة وتنهبدة فى كل فجر يوم
كلما سمحت لي الذكرى ألما
وأي ألم غرية وفناء على قلبي
يمر العمر يجري كخربف بائس
وبعد لازلت أتذكر الشارع الطويل
قصة عشق وهم وسراب لا ينتهي
غمرتها أحزان خريف مع الايام
أملا فى ربيع يزهر ويورق الشجر
وتعود الحياة لأغصان الصفصاف
بعد جفاء وجفاف واحتراق
وتعود الحياة وينتهي الألم
بهجرة سمان الخريف
وعودة طائر المنيار
ليغرد تغاريد الفرح من جديد
قصيدة : خريف الأحزان
الشاعر منير صخيري تونس
25 اكتوبر 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق