لماذا
لماذا يا الله جعلتنا نتوه و
نضلل صدق الطريق
لماذا حطمتَ أجنحتنا و تركتنا مقيدين
خلف سرب الحمام
نعوم بأثواب الموت العتيق
لما أورثتنا و جع الأمنيات و كسرتنا
بأولى البدايات
لما حملتنا أحمال تفوق طاقتنا
المهزومة
و هدمتَ بجدراننا عمداً و ضيعتَ
العناوين
و أشعلتَ بقلوبنا نيرانٍ تحرقنا
و يا لكبر هذا الحريق
و لماذا أوهمتنا بصلة القرابة و الاهل
الكاذبين
فجعلتنا نخسر سنوات عمرنا
مخدوعين
بأقنعة الأهل و الأحباب
و كل الناس حتى ذاك الصديق
و لما أجهدتَ أعمارنا بكل هذا التعب و
هذا العناء
فهل أدركتَ يا الله بمدى الشقاء و الحمل
الثقيل على ظهورنا و بكل هذا
الضيق
هل رأيتَ وجهونا العابسة كيف باتت
ملامحها
فأين شروق صباحنا و راحة أعمارنا
و تلك الليالي التي تعصر بأحلامنا و
تخنقها فهل تعرفها
أم أنكَ ترضى بعذابنا و تهلك نفسك
فقط
بالمشاهدة و التصفيق
أموات بلا مقابر
نعم نحن أصبحنا كالأموات بأيامنا
الذليلة الكريهة
صرنا نمشي و كأننا نيامٌ نسير في
الضباب ضياعاً
بلا وعي كساكرين الخمور ثملا و
نهيق
متى الخلاص من وجع الحياة
قل يا أيها الرب الكريم
متى نرسمُ على وجوهنا ضحكةُ
اللحظات بيومنا العريق
متى يرتاحُ هذا الصدر من أوف
و الأخ بدخان الزفير و الشهيق
فقد تعبنا من التعب يا الله
و مللنا من الملل و رسبنا تائهين
و فقدنا الحلم و الامل
و الفشل مشى معنا على الدرب
العمر
كروحين مثلُ الرفيق
دموعنا كالمطر
بقيت من العيون ساقطة
بالعجل و غزير
و انكسرنا وجعاً و احترقنا و
إنطحنا ألماً بالحجر مثل
الدقيق
فلماذا كل هذا الجروح
و كل هذه الآلام
متى نتحرر من السقوط
و من هذا اليوم الهلاك القاتلُ
الأنيق
لما يا أيتها الأقدار ترهقين بقلوبنا
و تسحقين بأرواحنا بسيوفك
لما جدران الحياة بنا تضيق و
تضيق
لماذا يا الله تقتلنا بضعفنا
و تشردنا بدنيا الغيار
و نحن لك ساجدين و دعائنا زهرٌ
و رحيق
فيا أيتها الأقدارُ ماذا تنتظرين
اقطعي برؤوسنا و أنهي سيرة
موتنا المؤجل
حررينا من لعنة العبودية للآلهة
و من هذا البقاء الشبية كريش
الزريق
فأصبحت أيامنا كالجحيم
تعاشرنا
مجرد طعناتٍ و خوازيق
الزريق طائر أسود نوع من انواع الغراب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق