جوهرك لا مظهرك
مرّ عامر بنهر جارٍ، ورأى على سطح الماء عقربًا يحاول أن ينقذ نفسه من الماء ويعودَ إلى اليابسة، لكن دون جدوى. فاقترب عامر منه محاولاً إنقاذه لكن العقرب لدغه
تألّم عامر كثيرًا، ومع ذلك فقد مدّ يده مجدّدًا لإنقاذ العقرب، وفي هذه المرّة أيضًا لدغه… وتكرّر ذلك لبضع مرّات.
أثناء ذلك، مرّ رجل آخر بجانب النهر ورأى محاولات عامر المسكين لإنقاذ العقرب، وما يلقاه من لدغ مؤلم…فاقترب منه وقال
سيلدغك العقرب في كلّ مرّة تقترب منه، فلماذا تصرّ على مساعدته
طبع العقرب هو اللدغ، وطبعي هو تقديم العون للمحتاج، فلماذا أسمح لطبيعة الآخرين أن تغيّر طبيعتي
كم من مرّة سمحنا للظروف من حولنا ولطبيعة البشر الآخرين أن تغيّر من طبيعتنا كم مرّة تحوّلنا إلى أشخاص قساة لمجرّد أنّ أحدهم قد جرحنا أو قام بإيذائنا وكم هو جميل أن تبقى محافظًا على جوهرك الداخلي النقيّ وطبيعتك البشرية المحبّة على الرغم من كلّ محاولات العالم لتغييرك وتجريدك من مشاعر الإنسانية
إن إهتمام الناس الزائد بالمظهر وعدم الإعتناء بالجوهر، أدى إلى الإضطراب فى حياتهم، نظراً لأن الإهتمام بالمظاهر جعل الناس يحاولون إظهار أشياء مُزيفة أو ليست موجودة من الأصل، وإخفاء ملامحهم الحقيقية عن العيون، فيظهر الإنسان الشيطان وكأنه ملاك له جناحان، فيتعذر على الناس التمييز بين الحقيقي والمُزيف، والحكم على الخير والشر، ومعرفة الصورة الحقيقية من المُزيفة من كثرة التكلف.
قيمة الإنسان لا تقاس بثروته ولا بمنصبه ولا بجاهه ولا بجمال جسمه ومظهره، إنما تقاس بما يحمله من أخلاق رجل كان أو امرأة. قيمة الإنسان في أنه يقول لن تتوقف الحياة على أشخاص خذلونا،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق