الثلاثاء، 3 ديسمبر 2024

بقلم ... الشيخ يحيى أبوالبراء

 محطة مهمة

تمّ وضع سمكة قرش كبيرة في حوض مائي، وأُضيف بعد ذلك مجموعة من الأسماك الصغيرة كطُعم للقرش.
وكما هو مُتوقَّع فقد هجم القرش على الأسماك الصغيرة والتهمها كلّها.
بعد ذلك، وضع فاصلاً زجاجيًّا قسّم به الحوض إلى قسمين متساويين، فجعل الأسماك الصغيرة في أحد الجانبين، وسمكة القرش في الجانب الآخر.
هجم القرش في الحال، لكنّه في هذه المرّة اصطدم بالفاصل الزجاجي، بيْدَ أنّه استمرّ في المحاولة دون كلل أو ملل، في حين كانت الأسماك الصغيرة تسبح بهدوء وأمان. وبعد مرور عدّة ساعات استسلم القرش أخيرًا وتوقّف عن المحاولة.
تمّ تكرار التجربة مرّات عديدة خلال الأسابيع القليلة اللاحقة، وكانت عدوانية القرش تقلّ في كلّ مرّة، إلى أن استسلم تمامًا وتوقّف عن مهاجمة الأسماك الصغيرة من الأصل.
عندها، أزال اللوح الزجاجي، لكن القرش لم يبادر بالهجوم هذه المرّة أيضًا، فقد أصبح مؤمنًا تمامًا بوجود الحاجز الخفي بينه وبين الأسماك الصغيرة.
كثيريشعور بالفشل بعد تلقّيهم الصدمات كما هو الحال مع سمكة القرش نفضّل حينها البقاء مُثقلين بهزائم الماضي، وبأننّا لن ننجح أبدًا. نبني في عقولنا حواجز وهمية، في حين أنّها ربما لم تعد موجودة بعد الآن.
الفشل هو عبارة عن محطة مؤقتة يقف فيها كل إنسان ناجح في هذه الحياة، ولكن لكي لا يستسلم الإنسان لهذا الفشل عليه ألَّا يقف طويلاً في هذه المحطة وأن يسعى بكل جهد لمواجهتها وتخطيها بشكلٍ سريع،
إياك أن تكون نموذجا لذلك القرش الضعيف ذي القلب الهش الذي إن تعرض لمشكلة استنزفت طاقته بالغضب والإحباط
فإنَّ الفشل هو عبارة عن حالة مؤقتة قد تمر بها لبعض الوقت لتنتقل من خلالها إلى أعلى درجات النجاح والتقدم في الحياة، لهذا عليك ألَّا تستسلم وأن تتسلح بالقوة والإصرار.
لا يصل الناس إلى حديقة النجاح، دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يُطيل الوقوف في هذه المحطات. إرادة النجاح مهمة، لكن الأهم منها إرادة التحضير للنجاح. الإرادة الصادقة للإنسان، تُشبه قوةً خفيةً تسير خلف ظهره، وتدفعه دفعًا للإمام على طريق النجاح، وتتنامى مع الوقت حتى تمنعه من التوقف أو التراجع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق