الخميس، 25 فبراير 2021

بقلم ... الأديبة سعاد إيمان

 

🌷نسيج العنكبوت🌷
عادت إلى حضن الوطن ، بعد سنوات من الاغتراب، ونفسيتها تتارجح بين الفرح و الإمتعاض ،سعادتها تجلت ،في تأبطها لأعلى الشواهد التعليمية ،خولتها للتو إعتلاء منصب مهم ،في إحدى المؤسسات الإعلامية ذات سمعة و صيت..أما حزنها فانبثق من تركها للحضارة الغربية ، لما تحمله من قيم المساواة و الديمقراطية ، عدالة، حرية ، وخلوها من التقاليد و العقد الإجتماعية ، التي حسب إعتقادها تتجدر و تسكن كيان الإنسان العربي كما يسكن الدم في العروق . كانت تردد دائما ،أنها لا ترغب في الرجل الذي تحني له رأسها فيستعلي ،أو تتنازل عن حقها فيطغى ،أو الذي يغضب فيضيع أدبه ،أو الذي يُخطىء ولا يمتلك شجاعة الإعتذار.....
. إلى أن جاء اليوم الذي صادفت فيه البذرة التي تليق و تتلاءم مع تربة أصيصها ، إنه شاب ، زميل لها في العمل . أعجبت بشخصيته ..رجولة و نخوة ،و رصيد معرفي ،متشبع بالثقافة الغربية ، و بالأفكار المتحررة الداعية إلى مناصرة المرأة ، و مساواتها بأخيها الرجل . كبُرت المشاعر ، و حصل إنسجام و تناغم تامُين بينهما ،وقرروا توثيق ذلك الزواج. .جاء اليوم الإستثنائي...عرس و أهازيج و فرق موسيقية تصدح في الأرجاء، و ألوان و أضواء ، يعلوها نور العروس وضياء العريس اللامع .كل شيء مر على أحسن ما يرام ....إلى أن حان وقت إختلاء الزوجين ببعضهما .. إنقلب الفرح إلى مأثم ،و المراسيم إلى دموع وآهات ، العريس ثارت تائرثه ،و تحول من حبيب مألوف إلى شخص غريب و مختلف ...لأنه لم يجد الشرف .. إنهار التمثال المرمري أمام عينيها ، و سقط القناع ...واندثرت الأحلام ، كل ماكان يدعيه ..كذب و هراء . لم تستلم بطلتنا لإتهاماته ،وقررت المثول أمام طبيب نساء ، لتُخرس لسانه.... وبعدها حسم الأمر أمام القضاء....
ذ/ سعاد إيمان 25/02/2021
قد تكون صورة لـ ‏‏جسم مائي‏ و‏طبيعة‏‏
أعجبني
تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق