صَخَبٌ بلا صوت
شعر : حسام الدين فكري
********************
في عينيه رأيتُ نفسي
كيف أبدو من الخارج بهذه الحراشف ؟!
كأنّي لم أر نفسي في المرآة من قبل
كُنّا في غابةٍ مُظلمةٍ
هو قام من العَدَم
يتحرّك بصرير كالريح
ما رأيتُ إلاّ عينيه المُضيئتين في الظلام
عيناهُ تُشبهان عينيّ تماماً
هو أنا إذاً
كيف لا أعرفُ نفسي ؟!
ربما لا أرى جيداً في قلب الليل
ما هذا الليل ؟!
مُنذ دقائق، كانت الشمس ساطعة
ترشقُ نفسها بإباء في كبد السماء
هل هذه سماء ؟!
هذا البساط المُبرقش بنقاط لامعة دقيقة
هل هو سماء ؟!
إن كان هو، فلمَ يتموّج هكذا
كأنّنا في قلب اليمّ
هذا بحر، تقتحمه عاصفة هوجاء
لكنّي أقفُ فوق اليابسة
هذه جزيرة إذاً
أليس كذلك، يا رفيقي ؟!
لم يُجيبني بشيء
تركني في حيرتي غارقاً
أدار ظهره
سار نحو العَدَم
حين حاولتُ أن أستوقفه
تخللّت أصابعي جسده، ففزعتُ
ملمس الهواء الساخن، أفزعني أكثر
هل نحنُ في الصيف ؟!
مُنذ لحظات، كان الشتاء يسري في بدني
تحت المطر، كُنتُ أُحدّث نفسي :
ماذا عساي أرى، إن رأيتُ نفسي من بعيد ؟!
الآن تنحسر أمواج الضباب
تنجلي حقائق، لم أُدركها من قبل
ما كان لها أن تبدو قمراً مُنيراً
إلاّ حين يرتدي النهارُ ثوب الليل
الآن أعرفُ أن النفس تخدعُ
والخيالُ يرتعُ
ولا سبيل إلى استقراء النُفوس
إلاّ تحت الصواعق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق