الخميس، 24 فبراير 2022

بقلم ... الدكتور عبدالمجيد محمود مواس طوقان

 (تحت الزيزفون)

في سهولِ الغابِ تحت الزيزفونِ
نغمةُ الحسّونِ من فوق الغُصينِ
ذاك تغريدُ العصافيرِ بَحوحٌ
فاق بالأشواقِ شوقاً من سجينِ
نسمةٌ قد وسوستْ للغابِ حزناً
ضاعَ أحبابُكَ في دربٍ لَعينِ
ردتِ الأزهارُ في لَوعٍ مبينِ
نسمةَ العشّاقِ عنهم خبريني
وأتى الردُّ كمزنٍ ماطرٍ
من مآقي الجوِّ في صوتٍ حزينِ
قد تركتُ الأهلَ في ذكرى كؤودٍ
يُسرةً مادتْ بهم أو لليمينِ
بحديثٍ عن زمانٍ قد مضى
علّلوا الألبابَ عن جمرِ الحنينِ
عن حكايا حول تنورٍ سَجورٍ
والبُنيّاتُ كزهرِ الياسمينِ
وترى خبزاً من الشوقِ رفيفاً
كالعصافيرِ تُغنّي نغمتينِ
نغمةٌ للأهلِ والأخرى لضيفٍ
ألفُ أهلاً من ضياء المقلتينِ
عن خريرِ الماءِ عن لون الثرى
عن صفير النايِ بين الجنتينِ
عن صبايا الخيرِ تغدو باكراً
تعفِشُ العشبَ بكلتا الراحتينِ
وإذا عادت فللأقدامِ وقعٌ
كطبولِ العرسِ والعزفِ الرصينِ
تُمزجُ الذكرى مع الروحِ كما
تمزجُ القهوةُ بالماء المعينِ
ذكرنا شيئاً مضى من عمرنا
محضُ حلْمٍ لم يُفسّرْ بالحنينِ
قلتُ فيكَ الشِعرَ ، لم تُجدِ القوافي
عن مدى حبّي وشوقي وحنيني
أذرفُ الدمعَ حروراً أحمراً
مثلَ ماء الوردِ في كأسِ اللجَينِ
أرسلُ الروحَ لسهلِ الغابِ وجداً
تغسلُ الأبوابَ بالدمعِ الثمينِ
بقلمي
د. عبدالمجيد محمود موّاس طوقان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق