الأربعاء، 23 فبراير 2022

بقلم ... الشاعر عبدالفتاح حموده

 الى الجحيم ياحبيبى

كانت الزوجه تبغض زوجها كل البغض حتى وهو على فراش الموت رفضت أن تقوم على خدمته فلا تناوله الدواء ..اوشربه ماء مهما بكى اوتوسل اليها واعلنتها جهرا :اذا لم ترحل عنا فانا سافعل ذلك حتما..!
وعندما رحل لم تخفى سعادتها عن احد بل اعتبرت الامر عاديا فهى تنتظر هذه اللحظه بفارغ الصبر. حتى اولادها الثلاثه كانوا على درايه بمدى كراهيتها لابيهم وكثيرا ماكان ينشب بينهما سواء داخل البيت او خارجه شجار شديد بالسباب والاهانات بل ويصل إلى الشباك بالايادى الامر الذى اضطرالابناء الى ترك البيت او العوده اليه فى ساعه متاخره او اغلاق الغرفه باحكام عليهم .
وكانت الزوجه لاتتوانى عن اظهار كراهيتها له فى صدها له اذا اقترب منها اوحاول الحديث معها.
هاهى قدتتحررت تماما من القيد فانطلقت تفعل كل ما تريده تهتم بنفسها وتتابع الموديلات وتستعمل مساحيق التجميل والعطور وتسهر وتعربد وتجلس الى شاشات النت تتحدث بسعه صدر ووجه طلق الى هذا وذاك فقد خرجت من عنق الزجاجه الى الرحاب الواسعه وهى تشعر انها لازالت فى ريعان شبابها وقد افقدها زوجها كل هذه الاحاسيس بل افقدها المعنى الحقيقي للحياه .
تجمع اهل الزوج والابناء للوقوف أمامها ومحاوله حثها على العدول على هذا كله والتوقف عن الاسراف فى الانفاق من المعاش الشهرى الذى تتقاضاه بعد وفاه زوجها.
منهم من رأى تقسيم المعاش بينها وبين الابناء او رفع وصايتها عن الابناء القصر او رفع قضيه ضدها للحجر على تصرفاتها.
وكان على الزوجه أن تجد حلا سريعا لهذا التمرد الجماعى ضدها فهى ترفض العوده الى ماكانت عليه فى حياه زوجها.
شعرت الزوجه أن البساط قد يسحب من تحت قدميها وهذا يعنى أن تعود الى ماكانت عليه فى حياه زوجها وهى ترفض ذلك كليا ..ولم تجد سوى أن تقف فى تحد سافر امام الجميع وتهدد بأنه لوتم اى شىء لاترضى به اويتم تنفيذ اى شىء على غير هواها فانها لن تقف صامته او أن كل واحد منهم سوف ينال جزاءه منها ويندم على مافعله اخبرتهم بذلك وهى تحترق حزنا من داخلها ..لم يخطر ببالها أن يعارضها احد.وتتعجب كيف يريدون لها القيد واللاحريه وهى التى قاست الكثير فى حياتها بسبب زواجها بناء على ضغط من أبيها ودون إرادتها ..وان لها أن تنطلق بلاقيد..بلاشرط تعيش حياتها بعد الاحساس بالعدم .
لم تبال الزوجه بهذا كله..وانطلقت تواصل حياتها كما تريد..وتتوسع فى علاقاتها ..لاتريد أن تتزوج من جديد اى رجل لأنها تخاف أن تكرر الماساه التى عشتها مع زوجها ..تعثرت فى طريقها اكثر من مره واصطدمت بعلاقات لاخير فيها ولكنها امام اهل زوجها واولادها لابد أن تبدو كالمراه التى لايقهرها شىء ولاتعرف الفشل مهما حدث وانها اختارت الطريق الذى تراه صحيحا للانطلاق والاحساس بالحياه.(عبدالفتاح حموده)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق