خواطر سليمان ... ( ٩٢٦ )
كفانا كراهية ... ٣
" أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ "
الأعراف ١٨٥
لو تأملنا في الكون بحق لاكتشفنا أن الجاذبية هي الرباط السحري الذي يجمع بين المتناقضين أو الضدين على نفس القوة و الاتجاه ...
السموات والأرض والشمس والنجوم والكواكب و الافلاك ، كلها قائمة على قانون الجاذبية ، وأنه قوام بقائها لتأتلف وتتوافق وتشد من أزر بعضها ، فيتم الجمع بين الاضداد المتباينة الاختلاف ، لأن الجاذبية استطاعت أن تجعلها تعمل وكأنها بالفعل أصبحت شئ واحد ...
والانسان بعد فناء الجبال العالية من جثث الشهداء والضحايا ، وبعد تقديمه الأكداس الهائلة من قرابين البشر الذين راحوا ضحايا ميراث الهمجية وثقافة الغاب ...
استطاع أن يرتفع بنفسه من هذا الوحل ، وأن يباعد بينه وبين نتن مستنقع الكراهية التي كانت سبب حرقه ، استطاع بالفعل أن يجعلها تنضج له مواهبه الدفينة ، وحواسه الروحية ، فوجه طاقة النار عنده لتكون بمثابة صهر ليشعل بها سبائك الحب في جوانحه ...
فكانت هذه طبيعة الرسالة التى ارسل الله لها الأنبياء والرسل المرسلين ، أن غذوا الروح الكامنة في الناس فأيقظوا معاني الحب والحنان والرحمة والطمأنينة ...
وليأكدوا بالفعل أن قوام الحياة الحقيقي هو الحب الذي جعله الله القانون الحقيقي الذي سرت عليه جميع السنن الكونية منذ خلق الله الأرض ومن عليها ، وليحولوا الأرض التي رويت بغضاء الى أن تزهرت الورود والازاهير ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق