الخميس، 22 سبتمبر 2022

بقلم ... الشاعر محمد الدحان

 حكاية عمر مر على عجل .....

وضعت يدها خلف دراعي وسحبتني برفق نحوها ونحن نتوجه إلى المحطة بالأمس لوداع أختي .......... كانت كأنها تجرني نحوها جرا ..... شعرت بقبضتها الحارة تلك .... لم أعلق .... بل أخفيت عنها ابتسامة احتفظت بها لنفسي .... ربما كنت طماعا حينها ولم أشأ أن يقاسمني ذلك الشعور أي أحد ........ حتى هي .....
لم نتكلم في البداية كثيرا ...... فقط كلمة من هنا وهناك ..... فالطريق طويل أمامنا على الكورنيش المجانب لنهر مارتيل في اتجاه المحطة الطرقية ..... كما أن هواء المساء الذي يعبر الوادي الفسيح ينعش أنفاسنا ويطرب لحظتنا الجميلة تلك وأرواحنا بنسيمه العليل ....... فقد مضى وقت لم نخرج خلاله لوحدنا ، ولم نسر أو نتمشى لهذه المسافة الطويلة ........ شيء دافئ ينبع بيننا في هذه الأثناء ...... ثم بدأ بعدها الكلام ينسل من خواطرنا وينهال كجدول رقراق ........ تحدثنا في كل شيء ........ عن بدايتنا ....... وعن حياتنا معا ....... وعن عمرنا الذي مضى سريعا ....... وتذكرنا لحظات من حياتنا مرت كالبرق ......
ذاكرتها قوية كذاكرتي وتحفظ كل أحداثنا عن ظهر قلب ....... أعجبت بها وبكلامها وكأني أراها لأول مرة ....... شيء في نفسها يدفعها للكلام ..... للتعبير ...... لأن تبوح به ......... لكنني كنت أدركه بخبرتي ........ هي تحبني ....... أجل تحبني رغم مرور كل هذا العمر ...... لم تختلف مشاعرها ....... وأظنها الآن تحبني أكثر وأعمق ........ فبدأت أمهد الطريق أمامها لأسمع منها ما يثلج صدري ويفرح قلبي ، رغم أنني أعلم مدى حبها لي وغيرتها علي ....... كانت تتحدث بصوت عال يكسر صمت المساء وسكون الليل ، وكذلك صمت الطريق المحيط بالأشجار والخضرة من كلا جانبيه ، ومشهد جبال بوعنان المنتصبة أمامنا يزيد لحظتنا رونقا وألفة ........ أرادت أن تقول كل شيء حين قاطعتها ........ تحدثي بصوت منخفض أيتها المجنونة ......... ضحكت أنا لكلماتي وضحكت بدورها وقالت ...... لماذا أتگلم بصوت منخفض وأنا لا أراك إلا أنت الآن ......!!؟ ....... ثم عادت تطبق على دراعي وتدندن في أذني بكلمات الحب ....... ونضج الحب بعد الأربعين ، بينما استسلمت أنا لكلماتها منتظرا أن يحين دوري لأمطرها بمشاعري نحوها ، وحبي لها الذي يزداد وينمو الآن عند سماع كل كلمة حب كانت تتفوه بها ........ فالطريق طويل أمامنا ....... والحياة أيضا .........
خربشات ......
محمد الدحان ......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق