مِيثاقُ وداع .
بقلم /محمد سليمان مصريه لبنان
أفتقدكِ، نعم.
أشتاقُ إليكِ، نعم.
فأنتِ القريبةُ من العينِ
أنتِ، يا سيدتي، المَّدُ والجزر
أنتِ اليابسة
والبحر
أنتِ الرمالُ والأمواج الهائجة الهادئة.
أنتِ إعصارٌ غاضب يلتف حول نفسه، فيأخذ معه أي شيء، كل شيء؛ المذنب ثم البريء، ثم يرمي بهم إلى المجهول.
أتعلّمين ما هو المجهول سيدتي ؟
إنني أحبكِ، وأنا أعلمُ وعلى يقين بأنكِ لستِ لي، ولستِ ملكي، ولن تكوني؛ فأنا لا أملكُ الثمن، ولا أملكُ مفتاح مغارة علي بابا، ولستُ علي بابا، كما أنني لستُ من الأربعين حرامي. أنا عاشق، أنا مُحب، وربما تسمي لي عائلتي اسمًا.
لم أمتثل لهُ أو بهِ، تركتُ لكِ حُسنَ الأختيار عسى أن تناديني في يومٍ مَنسيّ من أيام الأسبوع، حبيبي، رغم أنكِ ناديتني باسمي ذات مرة، عندها نسيتُ كل أحرف الأبجدية، حتى أنني نسيتُ اللغة العربية. بينَ عينيكِ صحراءٌ قاحلة وقوافل عطشَى وقطاع طرق، كيفَ السبيلُ للوصول إليهما، ثمناً باهظاً؟
سأدفع، خذي من العمرِ ما تبقى. لا تأبهي، فنحنُ في هذه الدنيا ضيوف، نأكل ونشرب ثم نرحل، وبعدها إما راحة أو هلاك. أريدُ منكِ ساعةً واحدة، نتماسك فيها، تشتعل حُمَم البراكين ثم يطفئها دموع فرحنا المطلق. فبعدها إلتفّي بغيابكِ وقسوتهِ حول جسدي وكَسّري الضلوع. لا تنصتي لأنين صوتي، فأنا والحُبّ فيكِ قتيلان لا غير شهيدين، ولكِ الحَقُّ في الدفاع عن نفسكِ. تجرأنا وأحببناك. عذرًا منك، وإليكِ نَكتُبُ ميثاق الوداع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق