أنِينُ الاشْتِياق
هُمُومٌ اِنجَلَتْ كَسَّرَتْ تِلْكَ القُيُود
اِنْجَلِ أيُّها اللَّيْلُ كَفى مِنَ الوُعُود
أمْواجُ الشَّوْق كَسَّرَتْ كُلَّ الحُدُود
حَرُّ الغَرامِ كَجَبَلٍ صَعْب الصُّعُود
فُؤادي اِهْتاجَ لِلْفِراق بَعْدَ الشُّرُود
اِلْتَهَبَتْ شَمْسُ الهَوى بَعْدَ البُرُود
ظَمَأُ البُعْدِ لَنْ تُخْمِدَهُ مِياهُ السُّدُود
بَعْدَ اللَّيْلِ الطَّويلِ أيْنَ الفَجْرُ الوَدُود
وَحْشُ الاشْتِياقِ يَعْصِفُ كقَصْفِ الرُّعود
كَيْفَ لي تَحَمَّل الانْتِظار و ضَجَرَ القُعُود
الصُّبْحُ لا يَحْتاجُ مِنَّا إلى الدَّلِيل المَسْنُود
فَأَنا يَكْفِيني لَمَعانُ الحُبِّ بِنُورُه المَمْدُود
كَيْفَ يَهونُ عَلَيَّ البُعْدُ عَنِ الأمَلِ المَنْشُود
تُذَكِّرُني أحْلامُ اليَقَظةِ بِوطِيد الرَّجاء المَعْقود
على ضِفاف نَهْرِ الهَوى في بُسْتان الوُرُود
أُعاتِبُ زماناً يُعانِدُني على الدَّهْرِ المَعْدود
يَمُرُّ هَدْرُ السُّنونِ يَزْدادُ بِداخِلي الصُّمود
لا الياسَمينُ يَنْسَى الرَّبِيعَ ما دامَ الوُجُود
لا أنا أنْسى عِشْقَ قَلْبي على عَيْنِ الشُّهُود
مَتى تُرْسي سَفِينَتي عَلى الشَّاطِئ المَفْقود
القَلْبُ مَرهونٌ العقْلُ المَجْنونُ هُو المَقْصُود
قَصِيدَةُ شِعْرٍ تَحْتَ ظَلامِ لَيْلٍ طالَهُ الجُمُود
كَنَبَضَاتِ العِشْقِ أَصابَتْها عُيُونُ الحَسُود
كعَصافيرِ الصُّبْحِ تُغَرِّدُ عَلى أَنْغام المَطْرُود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق