قصة " أسرار كتاب نوح "
بقلم الكاتبة : ريم الشاذلي
العبرة ليست بمكان تواجدنا الآن !!
العبرة هو اختيار الاتجاه الصحيح الذي نريد أن نبحر إليه !!
و الأهم هو أن نبحر بدون توقف وألا نترك الرياح تلعب بنا يمينآ و شمالا !!
ارسم خط الهدف و انطلق مباشرة تجاهه و كأنك سهم لا يعرف الخطأ .
هذه الكلمات كانت مدونة في أول صفحة من كتاب بطل روايتنا الذي كان يرددها كل يوم و كأنه أمر مقدس ، و عندما كان ينتهي من ترتيل هذه الكلمات كان يغلق الكتاب و يحظنه و كأنه يخشى عليه من أن تلمسه يد إنسي أو جان .
نزل من قطاره الذي ركبه وسط محطة المترو في قلب مدينة ( سيدني ) بأستراليا متوجها إلى بحيرة السمك المشهورة ، وبين يديه كتابه الذي لا يفارقه منذ سن مبكرة ، وكأنه صار جزء منه ، حتى وصل إلى مكانه المعتاد ثم نظر إلى البحيرة الخضراء الجميلة و إلى أشجارها المحيطة بها ، وصار يحدث نفسه قائلا :
ياإلهي كل يوم علي ركوب القطار للهروب من هيمنة المدينة و خيوطها العنكبوتية التي تتشابك فيما بينها فتجعلك مثل الذبابة التي اصطادتها العناكب ثم لتصير وجبة دسمة لها و كأنها لم تشبع من لحمك وعظمك !!!
و كأن العالم أصابه غاز الجنون يا صديقي !
الناس تفقد عقولها في كل بقاع الأرض !
صار العالم و كأنه يسرع إلى حافة الهاوية !
وكأن النهاية صارت واقعا لا مفر منه !!
حتى صرت أخشى فتح ( صندوق الأخبار ) ، لقد أصبح كاللعنة في كل بيت و كأنه انقلب من عذراء خجولة إلى حية رقطاء سامة !!!
انقلب من صندوق يحمل الفرح إلى صندوق يحمل الموت على قورابه !!
حتى كأنه يحمل كل الأوساخ الموجودة في بقاع الأرض بداخله و يعرضها عليك لتتسخ بدورك !!
في هذه اللحظة التفت الشاب إلى صديقه و قال له : أليس كذلك يا صديقي العزيز ؟؟!!
ليجيبه صديقه والذي هو عبارة عن ( كتاب ) ورثه عن جده منذ عقود من الزمن ، لكنه ليس كأي كتاب ...
إنه يتحدث بكل الأعاجيب و الأحاديث التي وقعت و التي لم تقع بعد ، جلده الخارجي بني اللون عتيق و أوراقه بيضاء لايؤثر فيها الزمن ، كلما سألته أجابك من خلال الأوراق و الأرقام التي لها دلالة في عالم الشهادة .
كتاب لا يتحدث إلا عجبا .
هنا أجاب ( الكتاب ) صديقه قائلا :
صدقت يا ( نوح ) فعلا العالم أصابه الجنون بسبب الغاز الذي جاء وقته الآن لتخذير العقول و التحكم في تصرفات البشر وإصابتهم بالإحباط و الأمراض الظاهرة و الباطنة .
نظر إليه ( نوح ) باستغراب وهو يقول : كيف جاء وقته ، لم أفهم ما تقصده يا صديقي ؟!!
ليجيبه ( الكتاب ) قائلا : اقرأ في الصفحة رقم ( 666 ).
حمل الشاب ( نوح ) الكتاب الذي كان على المقعد الخشبي الذي كان يجلس عليه قرب البحيرة المفضلة لديه التي توجد شرقا من مدينة ( سيدني ) ثم بحث عن الصفحة ( 666 ) وصار يقرأ بصوت مرتفع :
( بعد اجتماع القرن في بداية 2015 و بعده بخمس سنوات مع بداية العام 2020 سيشيع فايروس شيطان الرعب و الموت و بعد أن يصير أمرا واقعا سيتم إطلاق غاز الجنون الجماعي في بقاع الأرض حتى يجن جنون الناس فتعم الفوضى ..
و تنفجر الأسلحة حتى يسقط ( سور المكسيك ) و ينهدم فتشق الأرض بزلزال و كأنها ولادة من الخاصرة ..
فتسقط الأبنية و تحج الناس أفواجا لأرض الناطحات لتعم الفوضى و تبدأ إرهاصات الماضي السحيق .
فتنفجر تلك الجميلة وسط الحشود غير المباهية بمن حولها من أطفال ونساء و رجال في الأراضي التي يختارها ( الدجال الأعور )و ابن عمه ( الإله كورونا ) ، هنا قاطع ( نوح ) الكتاب قائلاً : ( الإله كورونا) ؟؟!! كيف إله هل تشرح لي ذلك ؟!!
ليجيبه الكتاب وهو يقول :
عزيزي ( نوح ) في معتقدات أتباع ( لوسيفر ) و كتبهم الشيطانية ، يوجود إسم ( كورونا ) كرمز لإله الموت و الشر و الخوف ، و اختيار الدجال لشيطان ( كورونا ) لم يكون عبثا أبدا ، فكأنه يتحدى قدرة الرب ، فحرف ( الكاف ) و حرف ( النون ) من أول الكلمة وأخرها تعني ( كون ) ، و هذه الكلمة توجد في سياق حديث الرب عن قدرته المطلقة في كل الكتب المقدسة و هي لفظة ( كون فيكون ) ،
و كأنه يتحدى الرب في علاه ..
و منذ أن أخرج ( الدجال ) ذاك الشيطان الذي يسميه ب ( كورونا ) من عالمه الأحمر الذي كان مسجونا فيه من زمن ( النبي سليمان ) عليه السلام ، صار هذا الشيطان مصيبة هو و أتباعه على أصحاب النفوس الضعيفة .
و في ليلة خسف فيها القمر عقد الدجال اتفاقية جديدة مع ( كورونا الشيطان ) و كان الاتفاق ينص على نشر جنود الخوف و الرعب و الهزيمة في نفوس البشر و ألا ينجو من شباكهم و سحرهم إلا من كان يحمل ( كتاب الرب ) بين أضلعه ، لأنهم يعلمون أنهم لا يستطيعون إليهم سبيلا ) .
ثم أردف ( الكتاب ) قائلاً : إفتح الصفحة 13 يا ( نوح )
( نوح ) : حاضر يا صديقي .
ثم بدأ يقرأ من بداية السطر الاول في الصفحة 13 :
( تسقط النجوم الخاطفة على مقربة من البيت المقدس و كأنه احتفال عروس من جبال الأطلس السوداء ،
لكن غطاء النور يحملها بعيدا و كأن الملائكة تحيطها بأجنحتها البيضاء .
فتغوص الشياطين بحثا عن كتاب سليمان و خاتم دواد ، لتخرج الوحوش والشياطين من ( بوابة سيرين ) فتنطوي الأرض انطواء في تلك الليلة مع انفجار مذنب في تلك الأرض )
...
تحدث ( الكاهن دانيال ) وقال لعشيرته : إنها باب الجحيم بعينها ، إنه الوحش الذي سيلتهم الأخضر و اليابس ، و إن ذلك الوحش سيكبر لدرجة أنكم لن تستطيعوا إيقافه ، ليلتهم الجميع بما فيهم أنتم ،
ورب العباد الذي خلقني ...
و لأنني أرى أرض ( فرنسا ) و( سويسرا ) وما بينهما تنطوي انطواء و كأنها لم تكن ، فيحرم عليها الهواء والماء ويموت الصغير قبل الكبير ، فبحق الرب و العباد لا تجعلوا ( الوحش ) يكبر ، لا تجعلوا أطفاله ينفجرون ..
بحق الرب و العباد لا تطلقون شياطينهم في الأرض تسفك الدماء..
بغير حق الرب ، لا تجعلوا أرقامكم تغير الأقدار المكتوبة لأنكم لن ولن تستطيعوا تغيير قدر الرب ولن تصلوا إلى الأسرار المكنونة إلا إذا شاء الرب العلي في علاه ) .
( الكتاب ) : إفتح الصفحة ( 21 ) يا ( نوح ) .
( نوح ) : حسنآ يا صديقي .
الصفحة (21)
" ممنوع اللمس "
( في ذلك الزمن من الدنيا يصبح العاقل مجنونآ و التافه مرموقآ ، فتلبس العباد الأقنعة و كأنها كلاب متوحشة ، فلا تفرق بين الغني والفقير إلا ببصمة الوحش على يديه ..
فإما أن تكون زرقاء أو صفراء ..
فأما الزرقاء فهي اللعنة الطويلة التي تجعل من الأغنياء عبيدا ..
وأما الصفراء فهي اللعنة المؤقتة التي تجعل من فقرائها جثثا هامدة .
يوهمون العقول بالنهاية و النهاية لا يعرفها إلا الرب المجيد ، فلا يفلح إلا من تجسد نور الرب في قلبه ) .
بقلم :#ريم_الشاذلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق