سلسلة : " حديث النفس "


الخطيئة .. !!
" الإنسان الصفر " ..
هو بداية كل واحد منا
أصل الأنام من تعلم و علمنا أولى
أسماء الحياة و الوجود و الأكوان ..
ورثنا أبجديات العلوم والآداب
و العمران و الأخلاق و معاني
البيان و قراءة .. تطبيق رموز
ناموس الحب و العرفان و الحرية ..
إذن لا أعتقد أن " الإنسان الصفر "
أخطأ عندما أكل من الشجرة
المحرمة ثمارها ..
ربما أصل خطيئة " الإنسان الصفر "
هي البداية التي أهلته لأن يستحق
التكليف السامي والاستخلاف
و التمكين في الأرض ..
حيث سخرت له كل العوالم
و الكائنات من الذرة إلى المجرة ..
لأول مرة يأخذ فيها
قرارا واعيا ذاتيا نفسيا سلوكيا
حتميا مصيريا بعيدا عن قيود
الضوابط العلوية " اللاهوتية " ..
على عكس الملأ الملائكي
مبرمجون للانصياع أمام " الأمر "
جبلت فطرتهم على الطاعة
المطلقة يفعلون ما يأمرون
لا يعصون ولا يختارون ..
" هُوَ " بطبيعته الترابية
ظلوم .. يئوس .. كفور ..
جهول .. عجول .. متكبر .. جبار ..
" لكن " ..!! شكور .. صبور .. رءوف ..
رحيم .. حليم .. عليم ..
حكيم .. أواه .. منيب ..
ثم .. مكرم .. مكلف .. مستخلف ..
مخير .. مسير ..
" هُوَ " الخطأ .. و الصواب ..
الخير .. و الشر ..
وما بينهما " النسيان " ..
موسوعة منظومة من نواقص
و كمالات اجتمعت فيه ..
أما عند غياب المعرفة بالشيء
أو جهله و غفلته ..
غلبة النفس.. الشهوة ..
عندها لا يبقى وجود للمكابح
الواعية العقلانية التربوية
الأخلاقية الإنسانية التي
ستحرسك و تحميك و تسترك ..
من " وَهَمَّ بِهَا " لكن يأتي " البُرْهَانَ "
في تصحيح المسار و الذي
سيرسم ثوابت عقيدته الراسخة
إن " هُوَ " امتلك " الجُنَّةٌ "
من صدق و إخلاص و أمانة ..
إذن خطيئة " الإنسان الصفر "
في الأكل من الشجرة المحرمة
ثمارها كانت اختبار لقدرته
البشرية لاستعمال " آلة العقل " ..
و الاعتماد على النفس
للتفكير و التمييز بين " النَّجْدَيْنِ "
في اتخاذ القرار الأحادي العقلاني ..
بعيدا عن كل الضوابط
و الأنظمة و القوانين ثم الاختيار
الفردي الشخصي و بعدها تحمل
المسؤولية الكاملة التامة الشاملة
التي تترتب و تنتج من وراء الأفعال ..
هكذا كان خطأه و توبته في نفس
الوقت بمثابة إعلان لأول قرار
بشري ناجح في الملأ الأعلى ..
فلم يكن هبوطه " مِنْهَا " إلا صعودا
و رفعة في مدارج الترقي و الكمال
و الاكتمال و الامتنان ..
حيث كان التكريم و التتويج
و استحقاقه بجدارة لأن يكون
خليفة على أرض العلم والمعرفة
والبناء والنماء والعطاء
و تعليم الإنسانية كيفية
" الأكل من الشجرة " ..
التي " تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ " ..
و تأسيس و تحريك و وضع أول
لبنة " الفكرة " التي أيقظت " الوعي "
ثم ترجمتها إلى " الفعل " فحقق بذلك
اكتمال بشريته باستخدام ما تميز به عن جميع
المخلوقات فكان .. " ا .. لْ ..إِ .. نْ .. سَ .. ا .. نَ "



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق