(كُؤُوسُ الهَوَى)
لاتلعني عطشَ الصَّحراءِ وانسكبي
بالحبِّ أروي كتاباتي وأوراقي
وإن تزيَّنتِ لي فلتقطري عَسَلَاً
يُشفِي فؤادي وتجتثينَ ضرَّائي
فأوقدي لي على الجمالِ نارَ هوىً
في كل شيءٍ وفي الأفكارِِ والماءِ
وردٌ وزهرٌ وريحانٌ وزقزقةٌ
جاءَ الرَّبيعُ بفتَّانٍ وغنَّاءِ
يستنشقُ الياسمينُ عطرَها شَغَفَاً
والباقياتُ هُياماً طُفنَ بالماءِ
قلبٌ بياضُ الثَّلجِ لا برودَتَهُ
والبدرُ مبتسمٌ في وجهِ سمراءِ
الصَّبرُ أوَّلُهُ مرٌّ وآخرُه
كالشَّهدِ أو زمزمٍ لِظَامِي المَاءِ
جاءتْ كُؤُوسُ الهَوَى مَلآنةً أَمَلاً
وجاءَ كأسيَ مكسوراً مع السَّاقي
إن يشرب النَّاسُ كاساتِ الهوى عسلاً
فقد سَقَتْنِيهِ غسّاقا بغسّاق
لاتَرحمي قلباً ملكتِهِ بيدٍ
بل اسحقيهِ بتقطيعٍ بإحراقِ
أريدُ نارَ الحبِّ أن تُطهرَنِي
من أعلى رأسي حتَّى أخمصَ السَّاقِ
في موجِ عينيكِ أبْحَرنَا بلا جزعٍ
ماذا يفيدكِ إن أضرمتِ بالماءِ
وإن تلاطمَ موجٌ فيك ثُمَّ عَلَا
فَلتغرقِينِي أو ظنِّي بإعتاقِي
(أسعى إليكِ ومجدافِي وبَاصَِرتِي)
حبٌّ يموجُ ويأبى الماءُ إغراقِي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق