الثلاثاء، 27 أغسطس 2024

بقلم ... الدكتور صالح العطوان الحيالي

 ابن رشد والتجارة بالأديان

---- د.صالح العطوان الحيالي. العراق
أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد ( ٥٢٠ هجرية ٥٩٥ هجرية ) يسميه الأوروبيون Averroes واشتهر باسم ابن رشد الحفيد هو من مواليد ١٤ أبريل ١١٢٦ في قرطبة وتوفي في مراكش ١١٩٨.
هو فيلسوف وطبيب وفقيه وقاضي فولكس وفيزياءي عربي مسلم أندلسي..
نشأ في أسرة من أكثر الأسر وجاهة في الأندلس والتي عرفت بالمذهب المالكي .. حفظ موطأ الإمام مالك وديوان المتني ودرس الفقه على المذهب المالكي.
يعد ابن رشد من أهم فلاسفة الإسلام ودافع عن الفلسفة وصحح لعلماء وفلاسفة سابقين له مثل ابن سينا والفارابي . فهم بعض نظريات أفلاطون وارسطو .. قدمه ابن طفيل لابن يعقوب خليفة الموحدين فعينه طبيبا ثم قاضيا في قرطبة ثم منصب القضاء في اشبيلية وأقبل على تفسيرات أرسطو تلبية لرغبة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف .تعرض ابن رشد في آخر حياته لمحنة حيث ابعده أبو يوسف يعقوب إلى مراكش وتوفي فيها سنة ١١٩٨م .
سَقطت الأندلس يوم أُحرِقت كتب ابن رشد، وبدأت نهضة أوروبا يوم وصلتهم أفكاره !
أول قاعدة حوّلت الإسبان والأوربيون صوبَ النّور، مقولتهُ التى حَسَمت العلاقه مع الدين: (الله لا يُمكن أن يُعطينا عقولاً، ثم يُعطينا شرائع مُخالفه لها)،
أمّا القاعدة الثانية،
فهي مقولتهُ التي حَسَمت° التّجارة بالإديان:
(التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المُجتمعات التي ينتشر فيها الجهل، فإن أردتَ التحكم في جاهل، لا عليك إلا أن تُغلّف كلّ باطل بغلافٍ ديني).. وعلى ضوء ذلك أصدرَ رجالُ الدّين فتاواهم بحرق جميع كتبه، خوفاً من تدريسها لما تحتويه من مفاسد وكُفر وفجور وهرطقة (على حدّ قولهم)، وبالفعل زحف الناس إلى بيته، وحرقوا كتبهُ حتى أصبحت رماداً.
حينها بكى أحد تلامذتهُ بحرقة شديدة..
فقالَ ابن رشد جملته الشهيرة:
(يا بُني، لو كنتَ تبكي على الكُتب المُحترقة فاعلم أنّ للأفكار أجنحة، وهي تطيرُ بها إلى أصحابها، لكن لو كنتَ تبكي على حال العرب والمُسلمين، فأعلم أنّك لو حوّلت بحار العالم لدموع لن تكفيك) .
المصادر
١. سير إعلام النبلاء
٢. ابن رشد والرشدية
٣. الموسوعة الإسلامية
٤. عيون الانباء في طبقات الأطباء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق