بقلم ... الشاعر الهادي المثلوثي

 

............. نحن أنموذج ..............

تغيّر السلوك ولم يتغير العقل والمنهلُ

ومن الواضح أن سبب الكآبة يستفحلُ

وقد انتشرت الهواجس والشك والمللُ

وفوق هذا خيم العجز والتردد والكسلُ

والمخطر أن يقل التفاؤل ويغيب الأملُ

فليس كل من يتمنى ويَعِدُ ويقول يفعلُ

وليس من يتوكل سوف يصدق ويعملُ

وخير الناس من بالخير يبادر ويتعجّلُ

ولكننا بلا حياء من البر صرنا نتنصّلُ

وللتمويه فإننا على قدر النوايا نتجمّلُ

وعليك أن تشاهد بكل انتباه ما يحصلُ

وهنيئا لمن يملك الصبر فيرى ويتعقّلُ

فلا يرد الفعل متوترا بل يتأكد ويتمهّلُ

لأن حياتنا قد اتسع فيها اللؤم والخبلُ

فكلما تجاوزنا حالة تأزم أصابنا الخللُ

وأضحى جميع من فينا يتهور ويتغوّلُ

والغبي مثل الجاهل يتطور ولا يتحوّلُ

ويحز في نفسي أن يقل الفكر والتأمّلُ

وينتفي بيننا الحياء والتراحم والخجلُ

والقليل قد يجود والكثير يجحد ويبخلُ

فكيف الأخلاق لا تبور والقيم لا تتحلّلُ

والإنسان في سباق من أجل ما يتخيّلُ

وقد تاه عن الحقيقة وابتلعته المجاهلُ

وبهرته المباهج وتعددت أمامه السبلُ

ولا رجعة ولو نزلت الملائكة والرسلُ

فمعدن الإنسان قد صدئ وهـدّته العللُ

فتغـيّر السلوك غصبا وبكل جديد يقبلُ

وبالضد تأبد التدجيل والجهل المتأصّلُ

وفي تحجر العقل نحن الأنموذج الأوّلُ

وكثيرة هي عندنا المبررات والعواملُ

...... الهادي المثلوثي / تونس .......