الخميس، 29 أغسطس 2024

بقلم ... الشاعر أيمن دراوشة

 فلسفة الحرب ومآسيها

أيمن دراوشة
الحرب، بتعريفها البسيط، هي صراع مُنظم بين مجموعتين متنازعتين، لكن في جوهرها، هي أكثر من مجرد معركة على الأرض، أو صراع على السلطة. إنها انعكاس عميق للطبيعة البشرية وتجلٍّ مأسوي لأوهام العظمة والتفوق.
في خضم الحرب، يتكشف الجانب المظلم للإنسانية؛ حيث يتحول الإنسان إلى أداة للتدمير، وينسحب من قيمه الإنسانية إلى أقصى درجات القسوة والعنف. تصبح الحرب مرآة تعكس أسوأ ما فينا، حيث تُمزق المجتمعات وتُسحق الأرواح، وتحطم الأحلام والطموحات.
الحرب لا تميز بين الأبرياء والمذنبين، بل تأخذ في طريقها ضحايا من جميع الفئات، وتسحق كل ما هو جميل في الحياة. تأثيراتها تتعدى حدود المعركة لتطال المستقبل بأسره، فتترك خلفها جراحًا نفسية ومعنوية تتوارثها الأجيال.
في النهاية، الحرب ليست مجرد أحداث عابرة في التاريخ، بل هي تجربة مدمرة تُذكّرنا دائمًا بأن التسامح والتفاهم يجب أن يكونا الأساس، وأن السعي نحو السلام هو الطريق الوحيد لتحاشي تكرار هذه المآسي. إذن، يمكن القول إن الحرب هي استعراض لأقسى أشكال الهمجية وعدم النضج الإنساني، وتذكير دائم بأهمية الحكمة والرحمة في مواجهة صراعاتنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق