الخميس، 29 أغسطس 2024

بقلم ... محمد سليمان مصريه

 أتتني زائرةً

بقلم :محمد سليمان مصريه لبنان
طرق بابي المغلق
الذي كُتِبَ عليهِ بدموعِ الحرقةِ، يمنع طرقهُ وخصوصًا للحبِّ.
أسرعتُ لعل في الخارج صديق أو قريب، زُهِلْتُ، أحدثتِ زلزالاً
تحت أقدامي، أنتِ؟ لمَ أتيتِ؟ تحملين معك باقة عمري: سنيني، أيامي، ساعاتي. تتزينين بنظراتِ العطفِ. قالت: ما علمتُ عنكَ إلا الخيرَ والكرمِ، هل سأبقى على البابِ منتظرةً؟
عذراً، تفضلي بالدخول. هنا خرقتُ القوانين، ثم دون علمي وقعت الورقة من على بابي. جلست، عمَّ الهدوء والسكون. كوب قهوة؟ نسيتُ أنكِ لا تشربينها فهي تذكرك.
بقصتي، قد مضت. لا عليك، مضت كما تمضي الأعمار بلا مبالاة. لما أتيتِ؟ ماذا تريدين؟ لكِ عندي حاجة؟
قالت: نعم، ولكَ عندي طفلٌ رعيتهُ من صغرهُ حتى أتممَ الخامسةَ والأربعين، واليوم ذكرى، مولدهِ، لعلَّكَ نسيت؟ نعم، نسيت، وكيف لا، فهو لم يعد ملكي ولم يكن ملكي. كان لعبتكِ المُمَيّزة عندما كنتِ صغيرةً. لا نقاش ولا جدال، أعيديهِ معكِ، ليس لي به حاجة. كما قلتِ، قد أتمَّ الخامسة والأربعين، أصبحَ ناضجاً، وعلى يقينٍ انا
أنكِ أعلمتيه وأرشدتيه إلى أسرارِ الحياة، جمالها ولعناتها، وأفصحتِ لهُ عن سرّكِ قولي لهـ إنني أحببتكِ رجاءً. عمتِ مساءً، فقد غلبني النعاس. عندما تريدين الرحيل، أغلقي الباب بهدوء كي لا توقظي أشواقي وحنيني، وأعيدي الورقة إلى بابيًَ الحزين، فإني لست صالحًا للحب، سيدتي، شكرًا على الزيارة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق