سلسلة : " حديث النفس "
يا أيها العزيز
يا أيها الحبيب
يا سيدي و سلطاني
يا صاحب السعادة
يا مالك أرضي الجديد
يا سلامي حبي اللامشروط
يا سري و إسرائي و معراجي
ساكني تاجي و وجودي
داري و جيراني و أكواني
بدايتي و أصلي و كليتي
توأمي نصفي الثاني كينونتي
نزلت من تراب آبائي و أجدادي
ولدت نشأت ترعرعت عشت
في دهور و أزمنة و أمكنة
ذات أسماء و ألوان متوازية
متجانسة متقاربة متباعدة
تحكمها نواميس علوية
لا تخضع لحساب الإنس
و الجان ولا لرؤية البعد الثالث
فضاءات أقطار واسعة
شاسعة دوائر حرة متناسقة
لا تخضع للروبوتات المبرمجة
الآدمية يقطعون حبلك السري
يرسمون لك كل شيء
صفاتك شكلك بيتك أسرتك
وظيفتك هواياتك دينك ثم
يقصون أجنحتك و يقولون لك
هيا انطلق أنت حر نفسك ..
لا لا .. يا عزيزي .. هذا ما تريدني أنت .. أن أكون .. !!!
هذا لست أنا .. هذا الوهم الذي نسجتموه
في المادة الرمادية و الجينات
كي أصبح بارا " بوالداي " ..
أو منتوج مستنسخ في مصانعكم
يا أيها " الطفل " المتمرد أما آن الأوان
أن تستيقظ من سباتك العميق
و ترك هذا العالم الجامد الواقف العاطل
و الصعود و الرجوع إلى أصلك الرحب الواسع الفسيح
صدقوني .. !! كم من مرة نجد أنفسنا
أمام جدار الحيرة و الصراع الداخلي
بشأن خروجنا من رحم البقاء و الحياة
إلى أرض الفناء و الموت نعيش فوق الأرض
غرباء تائهون مسلوبون مغيبون عن حقيقة
و جوهر الوجود بالأمس القريب كنا جميعا
في عالم الأرواح عائلة مجتمعة متماسكة
متلاحمة تحت سقف برزخ الملكوت
فضاء واسع بلا حدود مملكة الجميع
حيث لا مكان ولا مجال هناك لرجال الأعمال
في البيع والشراء أو الاستثمار العقاري السكني
ونهب أموال المواطن ثم بعثنا إلى بطن الدنيا
حفاة عراة لا نملك حتى قطعة قماش تستر عوراتنا
فلربما نزلنا مباشرة من تلك الشجرة المحرمة
التي أكلنا ثمارها لنتعلم معاني الأسماء
في مدرسة الحياة كنت من النجباء الفطنين
المتفوقين في المرحلة الابتدائية والمتوسطة
غير أن مستواي التعليمي الفكري التربوي في الثانوي
صار ركيكا رديئا ساقطا ضعيفا فرسبت في الامتحانات
تركت الدراسة نزلت إلى الشوارع و الأحياء
أتعلم صنعة يدوية أو حرفة تقليدية
في ورشات البناء و الصباغة وحتى النجارة
و السباكة أتقنت جل فنون الصناعات و الحرف
لكن سرعان ما تداركتني أزمة روحية نفسية
تساؤلات تطرق باب العقل ..! من أنا ..؟ ولماذا ..؟ وإلى أين ..؟
عكفت في البحث عن الأجوبة في كتب العهد القديم و الجديد
ثم سرعان ما أدركت أني بدأت متأخرا في البحث
عن مقصدي .. غايتي .. سر تواجدي بين الكائنات الحية ..
و ما محلي من الإعراب في الكتاب المقدس ..
أو دستور الإنسانية .. خضت تجارب معارك عديدة
ما بين جريح و شبه ميت أو في مستشفى المجانين
كل ذلك لاكتشاف نفسي أكثر والتعرف عليها عن قرب
بعين البصيرة و الحقيقة الأصلية و روح العبودية
فتجلت أنوار المعرفة على مرآة قلبي فانعكست أشعتها
على جدران قبتي البشرية لتضيء دربي كي أخطو
أولى خطواتي من بعد ميلادي الثاني ..
و أسمى من جديد .. " ا .. ل .. ر .. و .. ح "
@ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
28/01/21
Photo By / Necro # Tarot # Art
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق