الثلاثاء، 26 يوليو 2022

بقلم ... الشاعر حمدان حمودة الوصيف

 أَنَا لَا أُحِبُّ مِنَ الأَنَامِ سِوَاكِ.

(من غَزَل الشَّبابِ)
أَنَــا لَا أُحِبُّ مِـنَ الأَنَامِ سِـوَاكِ.
وبِأَلْـفِ جِـرْسٍ أَسْتَجِيـرُ هَوَاكِ
بِمِدَادِ قَلْبِي فَوْقَ طَرْسِ هَنَاءَتِي
خَـطَّ الهَـوَى، فِي لَيْلَةٍ، ذِكْرَاكِ
وحُشَاشَتِي، فِي دَاخِلَيَّ جَعَلْتُهَا
طَعْـمًا لِحُـبِّكِ، سَائِـغًا وجَـوَاكِ
وجَعَلْتُ سَيْلَ القَـافِـيَاتِ تَبَـرُّعًا
خَـمْرًا لِرُوحِكِ، فَاعْلَمِي، وبَهَاكِ
كَرِهَ الحَشَا لَمَّا اضْطُرِرْتِ لِتَرْكِنَا
يَوْمَ الوَدَاعِ، فَعَاجَ، رَغْمِي البَاكِي
وبَـدَا يُصَعِّدُ فِي الظَّلَامِ شَكَاتَهُ
لِـلـنَّـجْـمِ، إِذْ لَـمْ يَفْـتَـقِـدْ إِلَّاكِ
وأَقَامَ فِي قَفَصِ الضُّلُوعِ مَآتِـمًا
تَـرْثِي الوِصَالَ، ولَيْتَهُ يَنْسَاكِ.
فَالقُرْبُ مِنْكِ سَعَادَةٌ لَا تَنْتَهِي
وهَوَاكِ... رُوحِي فِدْيَةُ لِهَوَاكِ.
فَهَـوَاكِ جَنَّـاتُ النَّعِيـمِ وفَيْـئُـهَا
هَاتِي يَدَيْكِ لَكَيْ أَذُوقَ جَزَاكِ
هَيَّا ارْفَعِينِي مِنْ أَدِيمِ تَحَسُّرِي
لِأَرَى حَنَانَكِ، عَجِّلِيي، رُحْمَاكِ
لَا تَتْـرُكِينِـي، إِنَّـنِـي مُتَـحَدِّثٌ
بِـهَـوَاكِ لِلْأَطْـيَـارِ، لِلْأَفْــلَاكِ
لَا تَأْسِرِينِي فِي خِضَمِّ مَتَـاهَتِي
بَلْ قَـرِّبِي مَغْنَـايَ مِنْ مَغْنَـاكِ
لَا تَقْطَعِي مِنِّي قُلَامَةَ خَاطِرِي
لَا تَـهْـجُـرِينِي، فَـالـفَـنَـا مَـنْـآكِ
لَا تَسْأَلِينِي، إِنْ أَرَدْتِ تَـأَكُّـدًا
وسَلِي عَلَى دَرْبِ الغَرَامِ سَنَاكِ
وسَلِي الرُّبَى والزَّهْرَ ثُمَّ تَصَفَّحِي
وَجْـهَ السَّمَاءِ بِـنَجْمِهَا الـمُتَبَاكِي
وسَلِي ضِيَاءَ البَدْرِ ثُـمَّ تَصَنَّتِي
لِـتَـرَى تَـصَـاوِيـرًا بِـهَـا عَـيْـنَاكِ
وَلْتَـقْـرَئِي فِي وَجْـهِهَا شَوْقًا بَدَا
مِـنْ دَاخِـلِي، وَلْتُصْغِـهَا أُذُنَاكِ
وجَـمِيعُهَا يَحْكِي إِلَيْكِ صَبَابَتِي
يَرْوِي وَفَائِي فِي الهَوَى وجَفَاكِ
بَلْ يَسْتَجِيرُكِ لِانْتِشَالِ تَصَبُّرِي
مِنْ قَـبْـضَةٍ لِلْيَـأْسِ والأَشْـوَاكِ
عُدْنَا وعَادَ الشَّوْقُ يَلْفَحُ مُهْجَتِي
وحُشَاشَتِي تَشْتَـاقُ رِقَّ نَـدَاكِ
وتَرَى الوِصَالَ إِلَى فُؤَادِي مِرْهَمًا
يَشْفِيهِ مِنْ دَاءِ الهَوَى وضَنَاكِ
هَذَا نِـدَاءُ القَـلْبِ دَوْمًا فَاعْلَمِي
كَـمْ يَسْتَطِيبُ بِخَاطِرِي لُقْيَاكِ..
( صفاقس في 05 جانفي 1970)
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق