الأربعاء، 27 يوليو 2022

بقلم ... الشاعرة هدى عبدالوهاب

 **** غرباء ****

غرباءٌ من كان يصدِّقْ..
أنَّنا كُنّا يومًا غُرباء ..
قُلوبُنا التي نبضتْ زمنًا
تغيَّر نبضُها بعد اللقاء ..
فيما مَضى كُنّا أمواتا ..
قدْ ضاع العمرُ منّا هباء..
تواريخُ الميلادِ غيَّرناها..
مع دقَّةِ العشقِ صِرنا أحياء..
فحَياتي يا عُمري ابْتدأتْ..
معَ بسمةِ ثغرِكَ الغرَّاء ..
وعُيونُك مهديَ الأوَّل ..
وقربُك جنَّتي الفيْحاء ..
نعيمُك الدّائم حُضني ..
عيوني وطنُ للحبِّ والوَلاء..
أمَا قطعتَ العهدَ أن تبقى..
غريبا دوني يا كلَّ الإنتِماء...
وحدَكَ تجمعُ أشتاتَ روحي ..
ثمَّ تُبعثِرُها كيفَما تَشاء ..
فكُلِّي أنتَ وأنتَ كلِّي ..
وما خالفَ هذا الكلامَ افْتِراء ..
أوَ بعد كلِّ ما قد كان ..
بعد الهيامِ والإدمانِ والإنتشاء..
تخذلُ عشقنا المجروح ..
ونصبحُ بعد الهوى أعْداء ..
أقدارٌ كانت بالأمسِ تجمعُنا..
قطَّعتْ قلوبنا اليومَ أشلاء ..
إذا التقينا يا حبيبي صدفةً ..
وعانقتْ عيني عينَك النَّعْساء..
من يقنعُ قلبي اليتيمَ بأنَّنا..
عُدنا للأسفِ كما كنَّا .. غُرباء..
بقلم / هدى عبد الوهاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق