الثلاثاء، 23 أغسطس 2022

بقلم ... الدكتور خالد هيكل

 حبيب الروح كيف ابوح

بحب قد اشقاني
هد جدران قلبي
واخترق البطينان
مالي انا ومال العشق
بطون خاويه والجوع كواني
مالي ومال العشق
في عز الليل يلقاني
شهدت عيوني أطياف منوعة
كلهم قالو كنت اهواها وتهواني
وتفرقوا بعد حين
وبقيت ذكراها في ٱذاني
لتكن ذكرى جميلة
لكنها جرح في وجداني
د.خالد هيكل

بقلم ... الأديبة فاطمة حرفوش

 حوار

مالك أيها القلب البائس
غدوت حيران
أمس قلبك هوى"
أم مسه نار .
فتارة ترقص فرحا"
من طرب وتارة
تشقى وتعتصر
الأحزان.
قف تمهل ولا تمضي
على عجل فتندم
وتخيب ظنك
الآمال .
وتمضي وحيدا"في
بحر الهوى تتقاذفك
الرياح والأمواج .
وتلقى نفسك غريقا"
فلا منقذا"يسمع
صوتك ولا شاطئ
تدنو إليه قريب
فرد مجيبا" والصوت
من صوته ينحسر
ويغيب .
سأطلق للريح أجنحتي
وأمضي إلى حيث
شاءت الريح وشاء
القدر .
.... .... .... .... ....
فاطمة حرفوش ..سوريا.

بقلم ... الأستاذ الشاذلي دمق

 

🖤 إلى أين؟ ؟ ؟ 🖤
و بعد ..
لا ا نفراج ..
و لا انبعاث ..
إنما غياهب هي ،
و ظلمات ..
و ضَنك إضافي
.. سأَمضي ..
لن استجدي البقاء من أحد .
فهذا الزمن عبء على أكتافي
طويل بلا آخر ،
ضِرامه في أعطافي ..
غدا .. غدا ..
يمشي الليل على جثّتي ..
ويمر اللّيل على اللّيل
بلا نهار بلا ضياء
..غدا ..
يتشرّد الحزن على الأرصفة والشوارع
وتمشي أقداري في الطرقات والحوافي ..
...... ....... .......
لا مُقام لي في المدن الزاهرة ،
و لا في الكهوف الفاغرة أطيافي ..
و لا أثر حتى في الآفاق السّافرة ..
لا تبحثي ،
فمن العبث القيافة في الفيافي ..
سأترك الأقدار تلتهب ،
بعضها يذبح بعضْ ..
يسلخ بعضْ..
يقتل بعضْ ..
اني عَيِيتُ من الفُرجة !!!
وما عدتُ قادرا أن أجعلها من أحلافي ...
سأحضن نفسي ،
و أُقبِّلها قُبلة الوداع
ها أنّي أتحسّس خرائط طِيني ،
للمرّة الأخيرة قبل الغياب .
و أحتسي عَرَقي للإنسحاب
و أتملّى في وجهي على كلّ مرايا التاريخ
قبل الذهاب لأقصى المنافي !!
سأعدم شهودي ،
كلّ شهودي ..
و أدلق مَحابر النّسيان على كل التّراسيل ..
و فوق ألبُوم الصّور و شرائط التّسجيل ...
و سأُريق النّجيع النّاسف لكل الحضارات التي عبرت شرايين روحي !!! ..
سأنصِب المِقصلة لأقلامي
وسأبسط النّطع لكل آمالي وأحلامي ..
سأعلّق المشانق لكلّ أناملي ،
وسأمزّق من مِعزفي آخر وتر
وأُشَظِّي النّار في القوافي ...
ها هي مذكّراتي ،
ودفاتري الآن ،
و أوراقي .. و أشعاري ..
وكلّ دُروبي و أشيائي ،
دفائنُ ،
و جِيَفُ مَوْتَى ترامت تحت أطرافي
كم هو مُنْهَك آدَمُك حوّاء ...
و لَكَم تجهلين كواليسي
..فكلّ شيء هنا ،
يأخذني ،
يختطفني ..
يأسرني و يكتم انفاسي ..
وحرائقي بلا دخان ..
بلا زفير ،
بلا مطافي ..
فإلى أين ؟ ؟ وإلى أين ؟؟
وافيني الآن إن شئتِ ،
في عمائر الخراب و المنافي ..
بقلم الأستاذ
الشاذلي دمق

بقلم ... الشاعر علاء بكر

 خذيني إليكِ

بقلمي AlaaBaker
خذيني إليكِ إني
غريب دونكِ ها هنا
بحثت ولم أجد
امرأة تشبهكِ
بكل مكان في
شرقنا ومغربنا
لم أجد أنثى تمتلك
بعدك قلبي
لم أجد أي واحدة
منهن تحبني
أنتِ معكِ كان الحب
طعامنا ومشروبنا
حتى وان لم ازرع
زهور البساتين
روائح عطرك وحده
كان يكفي ان يعطرنا
إني حتى لم اعد
أعرف نفسي
كنت معكِ اعزف
كل يوم بنبض قلبي
الحاناً جميلةً
بهمسات عشقنا
لم اعد أهوى الحياة
ياحبيبتي
أصبحت فاقداً
حتى ذاكرتي
إلا لحظات
عشتها معكِ
كانت تحمل نسمات
الحب بصدقنا
خذيني إليك قبل
عودة ذاكرتي
أخاف أن تأخذني
امرأة
تسمى أنثى
لا تعلم معاني الحب
والعشق والهوى
لا تعلم سبل العشاق
وكيف عشنا عشقنا
خذيني إليك ياحبيبتي
إلى دنياكِ
ربما هناك نكمل ذاك
العمر الذي ادركنا
نعود نترجم همسات
دافئه الحب
أنا وانتِ في زوايا
ومكان يجمعنا
منزل نعيد بنائه معاً
لا يستطيع بنيانه
اي العاشقين....ها هنا..
✍علاء بكر

بقلم ... الدكتور عبدالواحد الجاسم

 هكذا قالت بعد الانفصال

أمس كان المعتوه مقيد بالحبل
إبتعد ياقرد لاتسخر من شكلي
تزداد الجراثيم من زيارته لي
ويعيقني عن كل راحة وشغل
أصاب بالدوار حين حضوره
كما المقامر يحاول غلبة الكل
لقد عرف إن نأت عنه وتباعدت
يصاب بالجذام من رأسه للرجل
إذا عدت الرجال فهو فرط رجل
ينازعني لقبي وهو يعرف أصلي
بذيء الفواحش في قول وفعل
شريك إبليس في كل محفل
الحسب والنسب وهذا خلقي
كل الشمائل الغراء في أهلي
قال لو كنت تصدقين في قول
سلالة قومك ملعونة من الازل
ردت بكلام جارح يهز كيانه
إخرس عديم الخلق مصيرك القتل
هل سألت يوما من أين تأكل
جهد بذلته لأبنائي يخف حمل
أراك من الرعاع ترعى في مزبلة
تقتات الجشب من طارف البزل
لاتدنس الانساب انت كنت إمعة
لاتعرف حياتك غير شرب وأكل
أبعدك الله عني حيث أنا من يتمنى
قربي من هم يوصفو بالنبل
د.عبدالواحد الجاسم 20/8/2022

بقلم ... الشاعر علي حميد سبع

 هناك في ذلك القبو المهجور أضلع كالحراب ومسافات شوق تنأى ..

كلمات تمزق أطراف الحروف وإليها تسعى ..
سمّيتها سلمى وهي سواها والسين بين الحروف يتجّلى ..
سيف يباري الوغى
كريم النفس والنهى ..
بون يجوس في النوايا
وتحلو مواجعه حين يرضى ..
تنأى بِنَا المواجع
وتعيدنا اليها الذكرى ..
دواخلها صفو ونظراتها صباح تمور في الجوانح صبابة ونجوى ..
والأيام تدوس على خطانا وتمضي
ويبقى لنا فيها مايبقى ..
،،،،،،..
(٢)
في شطآن الأماني ذرات أحلام وردية
بددت أمواه السنين
شواغر الهواجس
رحلت من صرخات الموج إنذارات اللظى
عدت وحيداً والأمس سراب ..
عيون شاهت في المدى والغد لحن يرتّله الغياب ..
تنعانا دروب الهوى
وتعددّت الأسباب ..
بلا خطى وأقدامنا الضباب
نهفو ونصرخ ونعلن الإضراب ..
وبلا جدوى يباغتنا القدر ويغفو في أكفّنا
عاليات السحاب ..
ونمضي في عتمات الأسى تخيط جراحنا أشعة الصواب ..
ونلغي كل عتمة ورضا النفوس في صبرنا أعواد ثقاب ..
،،،،،،
(٣)
انفعالات الكاتب أعمدة دخان في فضاآت الجنون ..
تمّر على المدارس والحقول ، أكواخ اليتامى وشاهقات القصور ..
تنثر الحروف الوادعة والحزينة وتنتشي بها السطور ..
تغسل ادران الليالي
وتعاتب دارسات القبور ..
حروفنا كلوم مترعات بالثورة والحبور ..
تتنفسّنا فنصرخ
من شدة وجد او سرور ..
غريب تائه في عتمة
يبحث عن ومضة من نور ..
الشاعر مدينة صاخبة
يرتادها الأحفاد والطيور ..
كلماته إيحاء ودرس
وبعض من شتات الشعور ..
أجداث أحلامه خناجر
وضمير وعيه في خطوه وجل صبور ..
والصبح ينأى في ومضاته خجِلُُ في رمزه والحضور ..
،،،،::
علي حميد سبع
البُعْد الآخر (٣٧)

بقلم ... الشاعر عادل العبيدي

 طوفان في بلاد العبث

———————
على مد البصر
بوادي السلام
ناموا
لا الصبح يوقظ غفوتهم
ولا المساء
تركوا أفواه الجياع للارانب
طعمًا تخطف الزاد
عبثا في الغابة يحيا الضعفاء
حجب الضياء
وغمس الظلام
والافعى متربصة لتحضن
الأعشاش
تلاطمت الأمواج وتكسرت
على الأعتاب
والغرف السوداء الصغيرة
مكتظة بالأحرار
الرصاص لغة الحوار
والعتاد هدية من الجوار
تناثر الأوراق الزرقاء
على الغواني
وخيم الموتى توزع فيها
القهوة صباحًا ومساء
غريب هو الطوفان في الصحراء
وغربب ترسوا السفن
في أرض بيداء
وغريب يتسلط الربان والقراصنة
بوادي السلام
عبثًا يحاولو فلا مكان للطوفان
————————————-
ب ✍️ عادل العبيدي

بقلم ... الشاعر محمد منصور

 همسات

الشاعر / محمد منصور
أما أخبرتك بأنك أجمل من في الكــون ؟
وأن وجهك أجمل من الــــــــدر المكنون
وأن مقلتيك أحلى ما في كــــــــل العيون
إذا أشرقت خسف نــور القمر حياءً منك
وانكسف ضوء الشمس خجلاً من نـورك
وهربت النجوم وأختفت في الأفق لأجلك
أحبـــــــك بعدد أوراق الشجـــــــــــــر
أحبـــــــك بعدد قطـــــــــــــرات المطر
أحبـــــــك بعدد نسمات الهــــــــــــــواء
أحبــــــك بعدد ذرات الــــرمال والحجر
أحبـــــك بعدد أشعة الشمس والقمــــــر
يـــــــــا أغلى شيءٍ بحيــــــــــــــــــاتي
وأحلى مــــن عــــــــــــرفته بالعمــــــر
يــــــا من حــــــازت عيوناً تشع بالسحر
يــــــــا مــــن يحلو معها السهر والسمر
يـــــــا مــــن حبـــــــــك مــــلأ كل نهر
وفـــــاض به كـــــــل محيط وبحــــــــر
يــــــا ياسمينتي وأجمل كـــــل الــــزهر
يـــــا من عطره يفــوح على كـــل البشر
سأظل أحبـــــــك ألــــــــف شهرٍ وشهر
وســأبقى معك مـــــا حييت أبد الـــــدهر
بقلمي الشاعر / محمد منصور

بقلم ... الشاعر مداحي العيد

 جديد من بحر المنسرح

...
نظرتُها
نظرتُها بالغرامِ تغتالُ
عاشقَها والغرامُ قتّالُُ
...
لم أر من دهشتي لها مثلا
من حُسنها قد نأى نأى البالُ
...
من شغفي بالجمالِ لم أستطع
صبرا على بدر الكبتِ يختالُ
...
مثل الهلالِ الذي أنار دجًى
رونقُها كالمياه سلسالُ
...
إذ شفتاها من بسمتي غبطةٍ
مثل لهيبٍ الغضا مِشعالُ
...
إذ تركتْني بغيرِ توديعها
لم يتّصلْ بالكئيب جوّالُ
...
كم ليلةٍ من شُجون قافتي
إذ بنجومٍ عليّ تحتالُ
...
إذ تدّعي حُبِّي ثمَّ تُنكرُهُ
بعدئذٍ كالسّرابِ يحتالُ
...
ثمّ يفرُّ الحمامُ مُبتعِدًا
تارِكةً دمع الوجدِ سيّال ُ
...
الشاعر العصامي مداحي العيد الجزائري

بقلم ... الكاتب الأديب سليمان النادي

 خواطر سليمان ... ( ١٠٥٢ )

إن للقلوب روافد روحية لابد من الاستسقاء منها ، والا فإن حالة الضمور الفكري ، ستكون من لوازم ضمور وهزال الأبدان و الأجسام ...
حالة عجيبة يعيشها إنسان هذا الزمان ، وهو يعلم يقينا بأن الحالة النفسية و المعنوية حين تكون منكسرة ومحطمة ، فمن الطبيعي أن تنعكس على حياته بل وصحته العامة ، ورغم ذلك تجده مستسلما منكسرا ...
فإذا كان نقص بعض العناصر من الأغذية يؤدي إلى اضطرابات في الأعضاء بالجسم ، وتعتل بعض الوظائف والحواس ، فمن الطبيعي أن القلوب والعقول في حاجة ضرورية لما يمدها بما يصلحها وبما يجعلها تسمو فوق جراحها وأعطابها ...
وكلما كان الجو المحيط ردئ على الأبدان من أدخنة وأكدار وغبار ، فبالتأكيد فإن الأمراض سريعا ستجد موطنها الحقيقي في تلك الأجساد ، فيتخللها الضعف والسقام ، وتكسو الوجوه ساعتها الشحوب والهزال ...
لابد أن نغلغل النظر في عللنا التي وصلنا بها إلى حال يُرثى لنا ، بل و أصبحنا مفلسين فلم يعد ما يكفينا من رصيد كان زاخرا على طيلة تاريخنا الإسلامي الطويل ، والان وكأنه نضب ، وتشققت الروح وضعفت كما الأرض إذا منعت عنها الماء ...
وللأسف لقد استطاع الغزو الثقافي لعقولنا وأرواحنا إلى حد كبير ان يلبس علينا بإعلامه وسمواته المفتوحة أن يسمم لنا الينابيع اليانعة التي نستقي منها ...
فلما لم يقدروا على كتاب الله أن يطعنوا فيه ذهبوا إلى المجرى الصافي الطاهر ليعكروه وليطعنوا على أصحاب الكتب الصحاح الذين كان همهم الأول جمع صحيح ما قاله وما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
سليمان النادي

بقلم ... الأستاذ عبدالله سكرية

 الحبُّ الضّائعُ..

_ كانَ مِنَ الطّبيعيِّ أنْ يَتردّدَ ، أو أنْ يَسخرَ من نفسِه ، إذا ما راودَته فكرةُ الإتّصالِ. فما معنى أنْيتّصلَ بامرأةٍ، يعرفُ أنّها متزوّجةٌ ، وأنّ لها بيتَها، وحياتَها، وزوجَها ، وأولادَها؟
_ صحيحٌ أنّها لم تُفارقْ خاطرَه، وكان يطردُها من ذاكرتِه، كلّما لاحتْ له بنضارتِها، وأنوثتِها، وغُنجِها… وصحيحٌ أنّها كانتْ حبَّه الأوّلَ ،أيّامَ كان طالبًا في دارِ المعلّمين والمعلّماتِ، مالَ إليها، وأحبّها. وقد رآها آنذاكَ تختبىءُ في قلبِه وعقلِه، وترافقُه في كلّ حرَكةٍ من حركاتِه… وصحيحٌ أنّه لم يكنْ ليصارحَها بحبِّه خيفةً من أمرٍ ما، أهو الضّعفُ؟ أهو العمرُ؟ أم فارقُ الثّقافةِ، والتّربيةِ ، والدّين؟ أو هي كلُّها جميعُها؟
_ ما كان يعرفُه آنذاكَ، ويراهُ الآنَ، أنّها ملَكَتْ كيانَه، أحبَّ فيها الدّنيا، كما أحبَّ الدّراسةَ ، وكرهَ العطلةَ، حتى ولو كانتْ لنصفِ ساعةٍ فقط ؛ ويذكرُ أنّها إنْ ابتعدَتْ عنْه، فهو يراها في كلِّ مكانٍ، وإن اقترَبتْ منه يُسَرُّ، ويَفرحُ ، ويَكْتفي معَها بالنّظرِ، وإظهارِ الإعجابِ ليس إلّا ..راقصَها يومًا في حفْلِ عيدِ المعلِّمِ، فأحسّ أنّه ملَك دُنياهُ، مع أنّه لم يكنْ راقصاً، ولم يكنِ الرّقصُ من معالمِ الحياةِ في قريتِه، ويَذكرُ أنّها راقصَتْه بانسجامٍ ، وقبولٍ ظاهرَين!. وما كان يُصدّقُ يومئذٍ أنّ يدَه تُمسكُ بيدِها، ويمناهُ تَستندُ على خصرِها، وقد ارتدَت للحفلةِ فستانًا ليلكيًّا ناعمًا، تفتّحَتْ منه على الصّدرِ كوىً متناسقةٌ ، كادتْ تُحدّثُ عن نفسِها بحديثِ الأحلامِ ، وبكلامِ العاشقين.
_ ويَذكُرُ أنَّ إحداهُنّ، وهي رفيقتُه في الصَّفِّ، كانتْ تَغمِزُ له عنْها، بطريقةٍ تُشعرُهُ مِن خلالِها أنَّها عالمَةٌ بحالِهِ، ولأنَّه كان مُتدرِّجًا في الحبِّ، قريبٍا مِنَ الغَبَاءِ، لمْ يَكُنْ ليَدريَ أنَّها تسْتَلطِفُه ، وتُعجَبُ بهِ، وقدِ اسْتطاعَ من خلالِ صُحْبَتِها ،ورِفْقتِها، وحُسْنِ الحديثِ معَه أنْ يَجذِبَها إلى مشاعرِ الحُبِّ، وليسَ فقطْ إلى ساحةِ الرِّفْقةِ والصُّحبةِ.
_ ولكنْ.
كمْ كانَ حزينًا، مُنقبضاً، يومَ ترَكَ دارَ المُعلِّمينَ مع نهايةِ العامِ الدِّراسيِّ وعادَ إِلى بَلدتِهِ، يَنتظرُ النّتيجةَ، ويَتحَسّرُ على الثَّلاثِ سنَواتٍ التي كانَ فيها طالباً… وكمْ كانَ لقاؤُه بِها صعْبًا وقاسيًا، يومَ التَقى بها مُصادَفَةً في أحدِ شوارعِ مدينةِ زحْلةَ، حيثُ أَلقى التّحيَّةَ بغُصَّةٍ عجيبةٍ، وبِفَأفَأةٍ طارِئةٍ، لخّصتٍ الضّعْفَ، والحُبَّ ، والشَّوقَ في اللَّحظةِ نفسِها، راحَ بَعدَها كلٌّ في طريقِهِ ، ليَعودَ وقدْ حمَلَ في صدْرِهِ انْبعاثَ حُبٍّ ، ما كانَ ليَتَحَمّلَ وطْأتَهُ..
_ وتَمرُّ الأيّامُ، وتَكثُرُ الأحْلامُ عائدةً بهِ إلى زَمَنٍ مضَى، فيَرى نفسَهُ مَرَّةً في الصَّفِّ مع رفاقِهِ، وأُخْرى في الدُّكّانِ يَشتري لهَا ما تُحبُّهُ، وثالِثةً يَراها سائرةً مع صَبايا أُخرَياتٍ، فيعجَزُ عنِ الكلامِ معَها.
_ وبقيَ على هذهِ الحالِ سَنَواتٍ، إلى أنْ ساقتْهُ قدَماهُ إلى دائرةِ التّربيةِ ليسألَ عنْها أَحدَ معارفِهِ منَ المُوظَّفينَ فيُجيبُه: أنْ لا أحدَ يعرفُ هذا الإسمَ، ولو كانتْ معلّمةً ، لكنْتُ بِحُكمِ وَظيفتي، قد عرَفْتُ عنْها شيئًا.
_ وتَمرُّ السِّنونُ الطّوالُ، ويكونُ قد مضَى على غيابِها أربعونَ عامًا، ويَلتقي صاحبُنا بصديقِهِ القاضي، وكانَ قد تَعرّفَ على زوجِها وعَليْها مَعرِفَةَ عمَلٍ، ثم تَحوّلتْ إلى صداقةٍ، ويَطلبُ منْه أنْ يُعطيَه رقَمَ تلفونِ بيتهِما، ويُسجّلُ الرّقَمَ، ويُديرُه في يومٍ خلا البيتُ منْ كلِّ ساكنٍ فيه، فإذا بصوتٍ يُجيبُ:
- هالّو! نعَم.
- صَباحُ الخيرِ.
- أهلًا مَنْ تُريدُ؟
- بيتُ الأستاذِ المحامي ...؟
- نعمْ.. ولكنْ للأسفِ، لقد توفّاهُ اللهُ، مَنِ المُتكلّمُ؟
- أنا فلانٌ، جئتُ لألقيَ عليكُمُ التّحيَّةَ ،وأتعرّفَ على زوجِك، وها إنّي أُعزّيكِ ،وأطلبُ له الرّحمة وكانَ قد انتقلَ إلى رحابِ ربِّه، كما علمت، منذُ سنتَين ونيِّفٍ..
- أنتَ فلانٌ؟ يا لَها مِن مُفاجَأةٍ !.
واسْتمرَّ الحديثُ على الهاتفِ مُدّةَ ثلاثينَ دقيقةً، تبِعَهُ اتّفاقٌ على الزّيارةِ بعدَ أنْ حدَّدَتْ لهُ الزّمانَ، وأرشدَتْه إلى حيثُ المنزِلُ والسَّكنُ.
_ وفي صباحِ يومِ خميسٍ، السّاعةَ الحاديةَ عشْرةَ كان عليهِ أنْ يَطرُقَ البابَ، وتَستقبلُهُ تلكَ المرأةُ الجميلةُ، الأرمَلةُ، العزْباءُ بكلِّ انشراحٍ وارتياحٍ، ويجلسُ معَها في غرفةِ الضُّيوفِ ، يَتأمّلُها، ويُحدّثُها، ويَسألٌها، وتُحدّثُهُ، وتَسألُه، وتقولُ لهُ: إنّكَ لم تتغيّرْ، أراكَ الآنَ كما كنْتَ منذُ أربعينَ عاما! فالإنسانُ عادةً، يَغزوهُ الشَّيبُ، وتَبينُ عليه عَلاماتُ التَّرهّلِ، والكَبرِ في الوَجهِ، والبَطنِ، وأنتَ محافظٌ كما أراكَ، على رشاقتِكَ وشبابِكَ! فما الذي تفعلُه؟ علِّمنا.
_ وأنتِ، يا عزيزتي، أراكِ، كما كنتِ بلونِكِ، وشعرِكِ، وعينَيْكِ! ويَتلوّنُ الحديثُ، ويَعرفُ أنَّ زوجَها ماتَ بمرضٍ عُضالٍ، وأنَّها لم تُرزقْ بأولادٍ، وأنَّها ترَكتِ التّعليمَ، بعد زواجِها، وأنّ زوجَها كانَ يُحبُّها، ويَسعى دائمًا إلى إسعادِها، ويُقاطعُها صاحبُنا، ويقولُ لها:
أَتعْلمينَ؟
قالتْ: ماذا؟
نظرَ إليها بشيءٍ من شغَفِ المُحبِّ ، وتابَع: كنتُ في الدّارِ أُحِبُّكِ حُبًّا،لا أعتقد أنّ أحداً أحبَّهُ مثلي، فأجابَتْ بعدَ صمْتٍ غيرِ قليلٍ ، ولِمَ لمْ تَبُحْ لي بهذا الحُبّ؟
_ قالتْ ذلكَ، وقد تسمّرَتْ عيناها بشيءٍ ما في المكانِ... أمّا هو، فلمْ يعرفْ كيفَ يُجيبُ؟ وأحسَّ في قرارةِ نفسِه بما يُشبهُ النّدمَ ..
وسيطرَتْ عليه حسْرةٌ ضَيَّقَتْ صدرَهُ ،وتَداعَتْ إلى ذهنِه صورُ مُلاحقتِها بعينَينِ ما عرَفتْ ، عندَ النّظرِ إليها ،وهْنًا أو تَعَبًا أو غُصّةً من تَهيُّبٍ، يسابقُه أملٌ بأنْ تكونَ شريكتَه في مشاعرِ الإعجابِ والمَحبَّةِ . كانْ عليهِ أنْ يَسترجع ، من سنواتِ دارِ المعلّمينَ الثّلاثِ ، سنتَين كاملتينِ بما حمَلَتا من ألَمٍ وحبٍّ، قبلَ أن تبدأَ السَّنواتُ التّالياتُ، وما حمَلَتْه أيّامُها من متاعبِ الشّوقِ والحسرةِ . وما إنْ أفاقَ من ذُهولِهِ ، حتّى أشارَ إلى صفحةٍ في كتابٍ كان كتبَه ، ونشرَه، وهو بعنوانِ "مسافرٌ إلى الماضي " ذكرَ فيه أنَه أَحبّها، وتحسَّرَ عليها، وقدَّم لها نَسخةً منْه، بعدَ أنْ قرأَ القصيدةَ إيّاها على مسمعِها. بعدَ ذلك ، شكرَ لها حُسْن استقبالِها ،وغادَرَ المكانَ.
عبدالله سكريّة .

بقلم ... الأديبة منى صالح

 حملة للتسامـــح وصلة الرحـــــم

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
نصمت ليتكلم العقل ولننسج من افكارنا نهج جديد
لنبدأ به حملة لصلة الرحم
نحن فى زمن كثرت فيه الفتن والبغضه والكراهيه و عدم التسامح وقطع الارحام
فتلك مسالك الشيطان ونحن غافلون
أيها الأخوه الاعزاء أتحدث معكم عن قاطع الرحم
يا قاطع الرحم ...!!!!!
ألا تعلم أن قطع الرحم من الكبائر ...
إن بعضنا لم يعلم إنها معصيه وإن عواقبها وخيمه
فيا قاطع الرحم
هل تعلمون أن قاطع الرحم ملعون
هل تعلمون أن قاطع الرحم لا ترفع له إلى السماء ركعة
ولا يقبل منه عمل
هل تعلمون أن قاطع الرحم لن يدخل الجنة
وأن مات بملابس الإحرام في جوف الكعبه
ولا يدخل الجنة وأن صلى وصام وحفظ القرآن وقام الليل وصلى الضحى وتصدق بكل ماله
فأعماله لا ترفع إلى السماء إلا بصلة الرحم
هذا وعد ربي ولا يخلف الله وعده
وأن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم
هل تعلمون أن الله لعن قاطع الرحم ولا لعن قاطع الطريق والسارق
أيها الاخوه الاعزاء أنتبهوا وصلو أرحامكم وتسامحوا
قبل فوات الأوان
صلو أرحامكم وإن كانوا لا يستحقون ذلك ، فعملك لله
و بادروا بالصلح فالدنيا فانية
رسالتي إليكم ...
كثيراً من الناس لا يعتني بصلة الرحم ، ولا يقيموا لها شأن في حياتهم
ولو علمتم مافي صلة الرحم من خير لأزهرت قلوب الواصلين.، ومافي قطع الرحم من شر ... ، لأقفرت قلوب القاطعين ...
يقول أبو هريره رضي الله عنه، إني سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول ... إن الرحمه لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم ...
أنتبوا أعزائي وأسألوا انفسكم؟؟؟
لماذا ندعوا الله ولا يستجب لنا ...!؟
لماذا قطع الله حبائل الرحمه عنا ...!؟
ولماذا نحن الآن في هذا الوضع المشين ...!؟
فكم بيت من بيوت المسلمين يطوي سقفه قاطع رحم ، وكم من أخ يرفض أن يلقي السلام على اخته
فيا قاطع الرحم ، استعذ بالله من الشيطان ، وبادر بالمصالحه
وإذا حدثك الشيطان عن ظلمك حدثه عن عوض الله إذا وصلت رحمك
اللهم تجاوز عنى إن كنت أخطأت فى شيء فهو عن جهل منى وانت الغفور الرحيم
فلنتق الله ولنرعى ارحامنا رعاكم الله جميعا
تقبلوا تحياتي
الأديبــــة /منـــــــى صالـــــــح