الصاحب ساحب ( الصحبة الصالحة )
------- د.صالح العطوان الحيالي
الصحبة الصالحة هي تلك الصحبة التي تجعل الفرد مستقيما في حياته .هي نعمة من نعم الدنيا بل هي الطريق الى الجنة ...
حث الإسلام على اختيار الصحبة الصالحة والارتباط بأصدقاء الخير الذين إذا نسيت ذكروك واذا ذكرت اعانوك لما فيه من الخير والأجر الكبير في الدنيا .
الإنسان ولد على حب مخالطة الآخرين وان يتخذ له جليسا يعينه على مصالحه في دنياه واخرته والناس متفاوتون في دينهم وأخلاقهم فمنهم الخير الصالح الفاضل الذي ينتفع بصحبته وصداقته ومنهم السيء الذي يجلب الضرر والأذى بصحبته .. ومصاحبة الصالحين خير وبركة في الدنيا والآخرة كما في قوله تعالى ( الأخلاق يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين ) الزخرف ٦٧ .وصحبة جلسات السوء حسرة وندامة يوم القيامة كما في قوله تعالى ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا * لقد اتصلتي عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا ) الفرقان ٢٧-٢٩ ..
الإنسان بطبعه خلق على التاثر بصاحبه وجليسه والارواح جنود مجندة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم( الارواح جنود مجندة فما تعارف منها ااتلف وما تناكر منها اختلف ) وتالفها هو ما خلق الله عليه من السعادة أو الشقاوة في المبتدأ وكانت الأرواح قسمين متقابلين فإذا تلاقت الأجساد في الدنيا ااتلفت واختلفت بحسب ما خلقت عليه فيميل الأخبار إلى الاخيار والأشرار إلى الأشرار...
أقوال في الصحبة الصالحة
قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
"ما أعطي العبد بعد الإسلام نعمة.. خيراً من أخ صالح،، فإذا وجد أحدكم وداً من أخيه فليتمسك به ،
وقال الشافعي :
"إذا كان لك صديق -يعينك على الطاعة- فشد يديك به؛ فإن اتخاذ الصديق صعب ومفارقته سهلة .
وقال الحسن البصري:
إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا وإخواننا يذكروننا بالآخرة، ومن صفاتهم: الإيثار .
وقال لقمان الحكيم لابنه :
يابني؛ ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان بالله أخا "صادقا"
فإنما مثله كمثل: "شجرة"، إن جلست في ظلها أظلتك وإن أخذت منها أطعمتك وإن لم تنفعك لم تضرك .
ﻣﺮﺽ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ رحمه الله ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻭﻻﺯﻡ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ، ﻓﺰﺍﺭﻩ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ رحمه الله، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃى ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ أﺻﺎﺑﻪ ﺍﻟﺤﺰﻥ... ﻓﻤﺮﺽ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺃﻳﻀﺎ.. ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺬﻟﻚ.. ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺫﻫﺐ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ..
- ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻗﺎﻝ :
ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻓﺰﺭﺗﻪ
ﻓﻤﺮﺿﺖ ﻣﻦ ﺍﺳﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ
ﺷُﻔﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻓﺰﺍﺭﻧﻲ
ﻓﺸُﻔﻴﺖ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻱ إليه
اللهم.. ارزقنا الصحبة الصالحه .
قال تعالى: {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا} .
- يقول الامام ابن القيم - رحمه الله - مفسراً هذه الآية : " يأبى الله أن يدخل الناس الجنة فرادى، فكل صحبة يدخلون الجنة سويا"
أسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.. أن نكون صحبة يأخذ بعضنا بيد بعض وندخل الجنةَ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق