خواطر سليمان ... ( ١٠٥٢ )
إن للقلوب روافد روحية لابد من الاستسقاء منها ، والا فإن حالة الضمور الفكري ، ستكون من لوازم ضمور وهزال الأبدان و الأجسام ...
حالة عجيبة يعيشها إنسان هذا الزمان ، وهو يعلم يقينا بأن الحالة النفسية و المعنوية حين تكون منكسرة ومحطمة ، فمن الطبيعي أن تنعكس على حياته بل وصحته العامة ، ورغم ذلك تجده مستسلما منكسرا ...
وكلما كان الجو المحيط ردئ على الأبدان من أدخنة وأكدار وغبار ، فبالتأكيد فإن الأمراض سريعا ستجد موطنها الحقيقي في تلك الأجساد ، فيتخللها الضعف والسقام ، وتكسو الوجوه ساعتها الشحوب والهزال ...
لابد أن نغلغل النظر في عللنا التي وصلنا بها إلى حال يُرثى لنا ، بل و أصبحنا مفلسين فلم يعد ما يكفينا من رصيد كان زاخرا على طيلة تاريخنا الإسلامي الطويل ، والان وكأنه نضب ، وتشققت الروح وضعفت كما الأرض إذا منعت عنها الماء ...
وللأسف لقد استطاع الغزو الثقافي لعقولنا وأرواحنا إلى حد كبير ان يلبس علينا بإعلامه وسمواته المفتوحة أن يسمم لنا الينابيع اليانعة التي نستقي منها ...
فلما لم يقدروا على كتاب الله أن يطعنوا فيه ذهبوا إلى المجرى الصافي الطاهر ليعكروه وليطعنوا على أصحاب الكتب الصحاح الذين كان همهم الأول جمع صحيح ما قاله وما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق