الاثنين، 1 يوليو 2024

بقلم ... الدكتور توفيق عبدالله حسانين

 • مقال : الرفاهية المصنعة

-مما لا شك فيه- أن العصر الذي نعيش فيه الآن هو عصر الماديات والتي طغت وسادت على القيم والمبادئ والأخلاق، مما أثرت على المجتمع وقد ساعد على ذلك انتشار الفضائيات ووسائل التواصل الإجتماعي في ذلك ، والذي أظهر النجوم وغيرهم على غير حقيقتهم ، وكذا بالأفلام والمسلسلات والتي تظهر المجتمع بالعنف الدموي والقوة أو تصوير الرفاهية على غير العادة وكذلك إعلانات الكامبوند ومستوى الرفاهية ، ولا ينظر إلى غالبية الشعب الذي هو تحت خط الفقر... مما يخلق صورة غير حقيقية في عقول المجتمع خاصة الشباب الذي يؤدي إلى خلق جيل يهدف إلى الحقد أو السلوك الغير السوي بالبحث عن طرق غير شرعية للحصول على المال وتحقيق ما رآه .
كذلك أثر عالم الماديات على السلوك الحضاري للأمم في بناء الأسر، عندما يتقدم شاب إلى خطبة فتاة ولا ينظر في أمره إلا من خلال ما يملك ولايهمك الاختيار من خلال دينه وأخلاقه وعلمه.. الأمر الذي يؤدي في النهاية قبل النهاية إلى فشل العلاقة الزوجية ولم تدم إلا قليلا بعدما اثمرت ذرية لا يعلم إلا الله مصيرها.
إن وسائل التواصل الاجتماعي أدت إلى نشر سلوكيات جديدة مستقلة من خلال الفساد الأخلاقي والذي أدى إلى تفشي العلل وانتشار الفوضى والتأثير على النشء بجيل لا يعي دوره في بناء المجتمع والمسئولية الملقاة عليه عاتقه لبناء مستقبل وطنه.
لذا؛ لا بد من مناهضة هذه السلوكيات والممارسات والتي لا تعكس الحقيقة والتي لابد من أن يتحلى بها المجتمع من رفع الذوق العام والنهضة بالثقافة والتقيد بالأنظمة المجتمعية الراقية وعدم بث ما يحفز على التفاخر بالرفاهية المصنعة والبعد عن نشر ما يؤدي إلى الانحلال والتغرير والغش حتى يسود المجتمع الأخلاق والاعتدال ويؤدي كل فرد دوره بجيل قادر على مواجهة الصعوبات.
مقال من الدكتور/ توفيق عبد الله حسانين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق