الإنسان
أما آن لهذا القلم أن يرتاح من ضغطة الإبهام والسبابة أما آن له أن يستريح من مغازلة الحروف فوق الدفتر!
كفاه إحتراقا كعود البخور ليبهجنا بشذى الأرواح والرياحين
أما آن لهذا العقل أن يستريح
من قدح زناد الفكر لولادة أفكار تأنس بها البشرية
لقد فاض بنفسي وعقلي ثمار الحكمة التى نضجت أليس فيكم رجل رشيد يقطف هذه الثمار فيخفف على نفسي وعقلي وطأة الإمتلاء!
فإن شقاء الكف عن قطف ثمار أفكاري أثقل على نفسي من أن أسأل أحدكم حاجة فيمنعني!
يا رفاقي الحق أقول لكم إن لم تمتلأ النفوس بقيم الحق والعدل والخير والجمال وحب الله الكريم المتعال فلا فائدة مرجوة من هذا الإمتلاء!
لقد سمعت الحكمة وهى تشد أذنى وتهمس فيها قائلة إنما القصد من الوجود الطموح فيما وراء الوجود
الطموح فى فراديس بعدها فراديس وجنان دونها جنان
الطموح فى التحليق مع الملأ الأعلى حيث الأرواح فى روح وريحان وجنات عدنان
يا رفاقي الحق أسوق لكم إن الإنسان الذى ينشغل بالقشور عن ماهية ما بداخل اللباب لهو إنسان فاقد البصيرة وإن إمتلك بصرا جليا!
فإن كنت لا ترى إلا ما تراه عينك ولا تسمع إلا ما تسمعه أذنك فأنت بالحقيقة لا تسمع ولا ترى!
إن من عباد الله عبادا إصطفاهم سبحانه يرون بنور الله ويسمعون بأذن الله!
فإن قابلت أحدهم فلا تنكر عليه ذلك فليس معنى أنك لا ترى ما يراه ولا تسمع ما يسمعه أنه كفيف أصم!
والحق أقول لكم إن كنت تريد معرفة الحكمة سكنت عقلك وقلبك فانظر حالك فإن تساوى عندك من يمدحك مع من يزمك فاعلم أن الحكمة منعت قلبك من أن يحيد عن الحق حبا فى المديح واعلم أن الحكمة منعت الحقد والغل من دخول قلبك للإنتقام ممن زمك!
وأخيرا الحق أبين لكم ما عاش ابدا انسان كل همه نفسه وكفى وبينه وبين العطاء ما بين المشرق والمغرب!
لذا أوصيكم يا أبنائي عندما يعود هذا الجسد إلى التراب ويحضن أمه الرؤم الأرض لتمتص منه عناصرها الأولى فازرعوا بقرب قبري أعواد الريحان حتى تمتص عناصر هذا الجسد فتنمو وتترعرع
فإن مر بها ليلا أحد الضواري أو السعالي فيأكل وريقات تذهب جوعه أو لو مر بها انسان متعب نهارا أستظل بظلها وأنشرح صدره بأريجها فذكر الله فأتمنى أن يترحم على قائلا رحم الله الإنسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق