....... أغرقتني
كالسيل الجارف أغرقتني
حملتني معها فى تيارها أسبح
بين غرق وبين ارتطام على الصخر
لا حبل نجاة لي ولا رفيق
غير قلب موجوع بالألم
شجن هراء العشق والهيام
لم تعر فؤادي بصيص اهتمام
لا شعري وأوزان قافيتي
لها وترا فى نبض قلبها
جرفتني أغرقتني بالحياة
عشقا وهميا من سراب
تدفق سيلها من كل اتجاه
أنا غريق الهوى بين يديها
كقشة على سطح اليم
تقذف بها رياح الأمواج
يمينا وشمالا وتحت تغرق
تحت الماء ثم تطفو مجددا
على سطح اليم مهشمة
وقد أخذت منها الأمواج
ما أخذت من روحها السابقة
كنت كتلك القشة لا روح فيها
تلاعبت بها أعاصير ريحها
أغرقتني بالحياة بعد حياة
كانت وكنت كالربيع مزهرا
حملني تيارها لربوع خريف كئيب
شجن حيرة بكاء تغاريد السمان
انعدم صوت البلابل الشجي
الذي كان ينبعث من أعماق صدري
يحكي متاهات سرد العاشقين
فى ليلة قمرية مزهرة
من ليالي الوصل وصيف جميل
كان ولايزال من الأطلال
أتذكره وبقايا حكايات العشق
كانت شموع دربي للألأ لؤلؤ
منيرة مشرقة وضاءة
من عيوني عمري سبقتني
حالت بيني وبين هواها
أغرقتني تلك المشعوذة
سحرتني عيونها وبلباقة لسانها
مطروزة قافيتها بشهد العسل
ساحرة شيطانة القوافي
شاعرة تجيد ربط النقاط على الأحرف
علمتني كيف أطرز فن الحرف
لكن لم تعلمني فن وابداع العشق
كيف أغوص وأغرق فى قلبي حبيبتي
كيف أمسك لجام فرسي
فى زمن العصيان والتمرد
فى زمن الهجر والنشوز
كيف ألقن فرسي أداب الفروسية
كي لا يجنح وأفقد لجامه من بين يدي
علمتني الضعف ولم تعلمني معنى القوة
حتى أدركت الغرق بين يديها
أغرقتني بعد أن فقدت كل شيء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق